آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

نفس عصام سودت عصاما

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة الاقتصادية

بدأ قادة مجموعة ال20 في الاجتماع في عام 2008، أي بعد عشر سنوات من تأسيس المجموعة، لتنتقل اهتمامات المجموعة من كونها مالية اقتصادية بحتة إلى أجندة أكثر شمولا، رغم أنه ما برح الملف المالي النقدي له حظوة وأهمية بالغة، فهو الملف الذي كاد يعصف الاقتصاد العالمي عام 2008. لكن ذلك لم يمنع من أن تفرض ملفات مؤثرة وجودها بما في ذلك التعليم والصحة والعمل والقطاع الثالث، فضلا عن ملفي الشباب والمرأة. وإضافة للتمثيل الحكومي الرفيع، فإن للقطاعات غير الحكومية فرق عمل تشارك بكثافة؛ بما في ذلك القطاع الخاص. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المجموعة هي الأكثر تأثيرا في مجريات الأمور سياسيا واقتصاديا، وهي بمنزلة ناد للكبار. وليس من شك أن عضوية المملكة أتت نتيجة للزخم الاقتصادي الذي تمتلكه من جهة، وللحضور والتأثير الإقليمي والعالمي الذي تحظى بهما.

وعلى الرغم من أهمية النفط للاقتصاد السعودي في الماضي والحاضر والمستقبل، إلا أنه من غير الإنصاف تقنين عضوية المملكة في مجموعة ال20 باعتبارها منتجا رئيسا للنفط، فما تشهد به البيانات الاقتصادية كما ترصدها المنظمات العالمية أن السعودية تمتلك قطاعا اقتصاديا غير نفطيا هائل بمقاييس المنطقة، يضيف للناتج المحلي الإجمالي ما يزيد على تريليون ريال سنويا، فضلا عن أن السعودية تمكنت منذ السبعينيات من القرن الماضي من أن تعمل بالتوازي على قطاعين ارتكازين هما: «1» الصناعة التحويلية لاسيما البتروكيماويات السلعية والصناعات كثيفة الاعتماد على الطاقة مثل الحديد وصناعة الأسمنت، وتمكنت من خلال ذلك أن تستقطب استثمارات تتجاوز تريليون ريال وولدت مليون فرصة عمل، «2» قطاع مصرفي تجاري واستثماري لا يجارى في المنطقة، يتحلى بأنه يمتلك التجربة الأفضل فيما يتصل بتمكين السعوديين والسعوديات وإتاحة فرص عمل قيمة لهم ارتكازا على فهم لتنمية وتطوير رأس المال البشري، وهي تجربة يجب أن تحكى في قطاعات عدة. وحاليا، ومن خلال ”رؤية 2030“ تعايش السعودية أخذ ما تحقق إلى آفاق أبعد، تقوم على تنمية المحتوى المحلي من خلال تعظيم الاعتماد على الموارد المحلية والتوجه نحو الأتمتة والصناعات المعرفية واحتضان الابتكار والإبداع، وتمكين الشباب والمرأة. وخلال العام القادم 2019 ستشارك السعودية في ترويكا مجموعة ال20، وتضم الترويكا دولة الرئاسة السابقة والحالية والمقبلة، وهذا يعني أن حراك السعودية في مجموعة ال20 سيكون أكثر وضوحا وكثافةً، تمهيدا لاستلام الرئاسة في عام 2020.

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى