آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 11:56 م

الحميدي: معنى الكلمة لا يؤخذ مفردا في السياق الثقافي.. بل بمجمل العبارة

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - القطيف

أكّد الكاتب محمد الحميدي على أن معنى الكلمة في السياق الثقافي لايؤخذ مفردا، بل لابد من النظر فيما يجاورها، وحسب استخدامها، ودلالاتها المحدّدة والإضافية والجانبية في مجمل العبارة.

وأشار في حلقته الثانية في برنامجه على اليوتيوب بعنوان سلسلة ”آفاق ثقافية“، أول أمس، إلى ما يعنيه السياق في النظرية الأدبية والثقافية في ”الطريقة والترتيب والأسلوب“ للوصول بالحادثة او الحكاية لنهايتها، فإذا حدث ما يخلّ بذلك الترتيب والإنسجام يقال ”خرج عن السياق“.

وقال أن السياق مبحث قديم تشكّل معناه بحسب استخدامه، كما في المبحث ”اللغوي، والبلاغي، والتفسيري، والأصولي“.

وأشار إلى أقسام السياق كما أوردها عالم اللغة فيرث على الترتيب التالي: ”لغوي، مقامي، انفعالي، ثقافي“، موضحا الهدف المشترك بينهم وهو ”الإبانة والكشف عن الدلالة“، واختلافهم في الوظيفة والمنهج.

وبيّن المقصود ”بالسياق اللغوي“ في معرفة معنى المفردة بتواجدها داخل سياق معين، ومايجاورها، فلفظة ”عين“ تختلف بتعدد السياقات، فقد تكون ”العين الباصرة، الجاسوس، عين الماء“.

وأشار إلى المعنى من الكلمة في ”سياق المقال“ أو مقتضى الحال، في الإتصال بالمقام الذي جاءت منه، والحادثة التي تشرح وتوضّح الكثير من الملابسات، كلفظة ”الكوثر“ والتي ظل يعود لها المفسّرون لترجيح إحدى الدلالات واستنطاقها، فقد تعني ”الخير الكثير، أو نهر بالجنة، أو الزهراء ع“.

وقال أن الكلمة ضمن ”السياق العاطفي“ أو الإنفعالي تحدّد درجة الإنفعال ”بالتأكيد أو القوة أو الضعف أو المبالغة أو الإعتدال“، إضافة إلى القيم الإجتماعية المصاحبة، فلفظة ”الفروسية“ ليست ذات دلالة محددة بذاتها، بل ترتبط بقيم أخرى لا تذكرها المفردة، كشجاعة الفارس، كما تحيل لقيادة الخيل والهجوم في المعارك، والدلالات الإضافية والجانبية كما في التهور والذي يتناسب مع الفروسية والشجاعة.

وأشار لمجموعة القيم الثقافية والإجتماعية المحيطة بالكلمة في ”السياق الثقافي“، والتي تأخذ ضمنها دلالة معينة، غير المتعارفة أوالمعتادة، وتشكّل مرجعية عند أبناء اللغة الواحدة لتتم عمليات التواصل بينهم، كلفظة ”الصلاة“ ففي اللغة تعني ”الدعاء“، وفي الشريعة الإسلامية والثقافة العربية تستعمل بدلالات اصطلاحية في ”حركات وأقوال مخصوصة أثناء أداء شعيرة العبادة والقرب من الله“.

ونوّه الحميدي إلى فائدة تلك التقاسيم في ”تحديد معنى الكلمة بدقّة، وإزالة اللبس عن الفهم، وما يتصل بالجوانب النفسية والإجتماعية والثقافية“.