آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

ثلاثة من رواد العمل التطوعي يستعرضون تجاربهم في صفوى

جهات الإخبارية تصوير: أحمد الصرنوخ - صفوى

أقام مركز «مشكاة للتنمية البشرية» بصفوى مساء يوم الأربعاء أمسية «نماذج ناجحة في العمل التطوعي» بمناسبة يوم التطوع العالمي.

وأستضافة خلال الامسية كل من: الشيخ يوسف المهدي رائد العمل التطوعي بمدينة صفوى منذ أكثر من «40» عاماً، والمهندس سمير الناصر الرئيس السابق لنادي الصفا، والشيخ صالح محمد آل إبراهيم مؤسس ورئيس مركز البيت السعيد.

مشكاة للتنمية البشرية - رواد العملوافتتحت الأمسية التي أقيمت في مسجد الصديقة الزهراء بصفوى والتي حضرها عدد كبير من ممثلي الجهات التطوعية بتعريف مدير حوارها مصطفى الصفواني بالمشاركين وإنجازاتهم وبالمشاريع والنشاطات التطوعية التي ساهموا في تأسيسها وإدارتها ودعمها.

وأجمع المشاركون على أن الضرورة الاجتماعية هي الاهتمام بإطلاق ودعم المبادرات التي تسعى لتقوية وتطوير العمل التطوعي بمختلف أشكاله الاجتماعية والثقافية والدينية، عبر: تدريب منسوبيه وإدارييه لرفع الأداء، ومدّه بالعناصر البشرية المؤهلة والكفوءة حيث تضج مؤسسات المجتمع من قلة المتطوعين.

ودعوا الى تحديد الأولويات ودراسة التحديات والثغرات الاجتماعية ورسم الحلول الممكنة، والتنسيق والتلاقي بين مختلف المؤسسات التطوعية لتكامل الرؤى والمخرجات ومشاركة الموارد وتجنب الهدر والتكرار غير اللازم وحلحلة الخلافات، ونشر ثقافة العمل التطوعي في المجتمع.

وانتقد الشيخ المهدي ”غفلة الناس عن العمل التطوعي“ مشيرا الى أن خدمة الناس هي عبادة لا تقل أجراً وفضلاً عن الصوم والصلاة والحج والزيارة إن لم يكن ثوابها أكثر من هذه المستحبات التي يحرص الناس على أدائها.

مشكاة للتنمية البشرية - رواد العملوقال قد يكون الإنسان مأثوماً لتركه الواجب وهو يحسب أنه يحسن صنعاً بعدم تفويته للمستحب، فهذا خلل في الوعي يجب تصحيحه، فالعمل التطوعي قبل أن يكون إنسانيّاً فهو عمل ديني ونفع كبير للمجتمع!.

وأرجع سبب هذا العزوف لتزايد الانشغالات اليومية، إضافة لحب الذات وصرف ما بقي من الوقت في الترفيه وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

وأكّد على أهمية رفع مستوى الوعي الشبابي لأهمية التطوع وانعكاساته على المتطوع وعلى نفسيته وحياته وآخرته، مبدياً استعداده لاستضافة أي لقاء يهدف لإطلاق أي مبادرة واضحة لخدمة المجتمع بشكل جاد.

وأضاف أن: ”من أهم مهارات القائد في استقطاب المتطوعين هو نشر الوعي الاجتماعي بأهمية التطوع من الجانب الاجتماعي والديني والنفسي“.

ولفت الى ان القائد قادر على اكتشاف الكفاءات في أوساط الناس عبر الاقتراب من الساحة الاجتماعية ومخالطة الناس.

مشكاة للتنمية البشرية - رواد العملوبين ان التنظيم هو سر النجاح الذي يفتقده البعض في العمل التطوعي، ومهارة إدارة الخلافات والتحكم بها بلحاظ أن هذه المؤسسات غير ربحية وبالتالي قد يتعذّر إلزام المتطوعين فيها بالنظام بحذافيره فهذا بحاجة لثقافة وتربية معينة.

وأشار الشيخ آل إبراهيم الى أهمية وضوح الأهداف، وتحديد الفئة المستهدفة التي على ضوئها يحدد الأسلوب والنشاط الذي يخدمها، والتخطيط الاستراتيجي لتحقيق هذه الأهداف، ووضع خطط تفصيلية لكل برنامج، ثم قياس تحقق الأهداف عبر عدة سبل كالاستبانات وتقييم الجمهور.

وتطرق الى محورية دور الإدارة الكفؤ، فهي تضمن نجاح العمل عندما توجه، وتخطط، وتدير وتحل الخلافات بحكمة وإتقان.

وأوضح أن معيار نجاح مؤسسات العمل التطوعي هو جودة وقيمة وأثر خدماتها في المجتمع، وأكّد على ضرورة الحرص على التطوير المستمر في المضمون والأدوات والأسلوب لمواكبة تطور الحياة.

وناقش المهندس الناصر بأسلوب واضح وجريء بعض العقبات التي تعترض العمل التطوعي من تعقيد بعض الإجراءات الإدارية التي قد تكون حاجزاً أمام تنفيذ بعض النشاطات، وعدم التقاء إداريي العمل التطوعي كثيراً لتجسير الفوارق وتشارك المصادر.

وشدّد على ضرورة التحلي بالأخلاق العالية، والمتابعة الدؤوبة، ووضوح الرؤية، ووضع الخطط المستقبلية للمؤسسة في مسارات متعددة، وكل هذه العناصر تساعد على تخطّي معضلة عزوف الكفاءات وتجاوز عقبة عدم.

يذكر أن «مشكاة للتنمية البشرية» كان قد تأسس لتحقيق هذه الغايات المنشودة عبر المساهمة في تنظيم وتطوير ومأسسة العمل التطوعي بشكل حقيقي ورفع جودته وأدائه وضخ الدماء الجديدة فيه ودراسة مساراته وثغراته، إدراكاً من المركز بمحورية هذه الأدوار، وغياب الجهات الأهليّة التي تعنى بالقيام بها بشكل جدّي ومؤثر.