آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 2:22 م

التشكيلية الحسن: الفن التشكيلي في عمومه لا يعرف الجنس ولا اللون ولا العرق

جهات الإخبارية حسين السنونة - الدمام

ترى التشكيلية غادة الحسن ان الاهتمام بالفنون بأنواعها دلالة تطور الأمم، وما نشاهده مؤخرًا من قفزات فنية نوعية مدهشة تؤكد على سعي المملكة لخلق حالة فنية مواكبة للفنون في العالم، ما يحدث تحديدًا في جدة والرياض سنويًا في المواسم الفنية يبشر بنهضة تشكيلية رائعة، وتضيف في حوارها "أننا في البدايات دون شك، ولكنها بدايات تجعلنا نتطلع بتفاؤل نحوها ونأمل بأن يكون النشء القادم أكثر وعي وفهم وتذوق وثقافة".

كم معرض تشكيلي في مسيرتك التشكيلية والمفرق بين الأول والأخير؟

أقمت ستة معارض بشكل فردي تخللتها العشرات من المشاركات الجماعية، لكل مشاركة منها طابعها الخاص ومميزاتها، ففي الوقت الذي يعكس المعرض الفردي تجربتك الشخصية ومستوى النضج الذي وصلت إليه، فالمشاركات الجماعية لها مميزات أخرى عديدة إذ يكون عملك جزء من نسيج واسع يعكس في مجمله فكرة معينة هي الهدف من المعرض الجماعي. بالنسبة للشق الآخر من السؤال، فتجربة المشاركة الأولى حتما لها إحساس مختلف وذكريات باقية في الذاكرة أبدًا، أنها مشاعر لم تتكرر بذات الطريقة في المشاركات اللاحقة.

تحدثي لنا عن تجربتك مع الفن التشكيلي؟

الفن قدر الفنان - كما أردد دومًا - فلم أختره ولكنه اختارني وصيرني إليه، لذلك فإني لا أرى الفن مجرد تجربة أخوضها قد أنجح فيها فاستمر أو أفشل فيها فأتراجع! ولكن الفن ”حياتي“ مهما تعثرت فأنني أنهض مجددًا وأواصل المسير. من ناحية أخرى لدي إيمان بنفسي وبقدراتي وبأن الله عندما وهبني هذه الهبة كي أنشر رسالة الفن بما يحويه من جمال وحب وخير وسلام وأن أصنع فارقًا ولو بسيطا في هذه الحياة قبل مغادرتها، إيماني هذا لم يجعلني أتقاعس أو أتوانى يومًا بل أنني في حالة بحث دائم وقلق لا يهدأ، لدي هدف أسير نحوه ولا أصل إليه.. بل ربما أنا التي لا تريد الوصول إليه!

ماذا يحتاج المشهد التشكيلي في المملكة ليتطور أكثر؟

الاهتمام بالفنون بأنواعها دلالة تطور الأمم، وما نشاهده مؤخرًا من قفزات فنية نوعية مدهشة تؤكد على سعي المملكة لخلق حالة فنية مواكبة للفنون في العالم، ما يحدث تحديدًا في جدة والرياض سنويًا في المواسم الفنية يبشر بنهضة تشكيلية رائعة، أننا في البدايات دون شك، ولكنها بدايات تجعلنا نتطلع بتفاؤل نحوها ونأمل بأن يكون النشء القادم أكثر وعي وفهم وتذوق وثقافة. تطور الفن مسؤولية الجميع بداية من مؤسسات الدولة وما يتوجب عليها توفيره لدعم الفن من إنشاء المتاحف الفنية وصالات العرض والأكاديميات المتخصصة ورعاية الفنان ماديًا ومعنويًا، ومرورًا بالمجتمع وزيادة وعيه وثقافته ومتابعته للأحداث الفنية في العالم.

تجربة المرأة في الفن التشكيلي في المملكة ماذا تقولين عنها؟

الفن التشكيلي في عمومه - من وجهة نظري - لا يعرف الجنس ولا اللون ولا العرق، الفنانة التشكيلية ظهرت في وقت مبكر من عمر التشكيل في المملكة، وبالتالي عانت ما عاناه زميلها الفنان التشكيلي من مشقة وصعوبات كما نالت ما ناله من النجاح. ربما نكون جيل محظوظ بجهود من سبقنا، والقاعدة الصلبة التي قاموابتأسيسها ونحن بدورنا نكمل البناء، كما لا أنكر بأن للمرأة السعودية خصوصية مختلفة عن باقي الدول ولكن هذا لم يمنعها من الظهور والبروز والنجاح والتنافس سواء على المستوى المحلي أو الدولي.

هل للدورات والورش التشكيلية اكتشافات لوجوه جديدة في الفن التشكيلي؟

في الوقت الذي نفتقر فيه لوجود كليات فنون متخصصة فإن الدورات والورش التشكيلية التي من خلالها تنتقل الخبرات والتجارب من السابق للاحق تلعب دورًا مهما سواء من حيث تطوير المواهب أو حتى اكتشافها وتشجيعها، كما تلعب دورًا في تطوير الذائقة العامة للجمهور، فليس شرطًا أن يكون الجميع فنانون ولكن من المهم أن تنتشر الثقافة الفنية في المجتمع.

أي المدارس التشكيلية تتبعين ولماذا؟

المدارس التشكيلية مصطلح وضع لتصنيف الأساليب الفنية لتسهيليها على الدارسين والمتتبعين لتاريخ الفن التشكيلي عبر الزمن، وليس شرطًا أن يتبع الفنان مدرسة منها ويخلص لها مدى الحياة ولا يحيد عنها بل له الحرية المطلقة في اختيار ما يناسب تجربته ويخضع لها. بالنسبة لي جربت العديد من الأساليب الفنية ولا أؤمن بأن يحصر الفنان نفسه في أسلوب واحد بل الفنان الذكي الذي يتمكن من صنع أسلوبه الخاص ويقوم بتطويره بحسب خبرته وتجربته الشخصية.

هل كان للمشاركات الخارجية تأثير على مسيرتك؟

المشاركات الخارجية تعني بأنك تواجه ثقافة أخرى وذائقة مختلفة سواء اتفقت معك أم اختلفت فإنها ستضيف لتجربتك الفنية الكثير من الغنى والتنوع والعمق. لذلك - وبكل تأكيد - فإن المشاركات الخارجية والاحتكاك بثقافات مختلفة كان لها دورا لا يستهان به في صقل تجربتي واكتشاف نفسي من منظار الآخرين.