آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 7:41 م

مسؤولو مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة: التشخيص الظالم مشكلة ونحتاج إلى التعاون المتبادل

جهات الإخبارية نداء ال سيف - تصوير: عيسى آل طلاق - القطيف

أكد مسؤولو وموظفو مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة على أهمية التعاون المتبادل والعطاء في تقديم التجارب من أجل الرقي في الخدمات المقدمة للأطفال بدلا من التنافس والنظر في المصالح الشخصية.

وقالوا في الأمسية التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي بعنوان «الخدمات المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة»، أن التشخيص الظالم مشكلة تسببت في ضياع الفرصة على مختلف فئات ذوي الاحتياجات الخاصة للتدخل المبكر والمناسب لهم.

وقفة صادقة

ودعا مؤسس ومدير مركز زهور المستقبل لتاهيل وتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة بجمعية تاروت الخيرية شفيق ال سيف في كلمته التي ألقاها، أصحاب المؤسسات الإجتماعية والأكاديمية للوقوف مع ذوي الاحتياجات الخاصة بالوقفة الصادقة بدلا من الوقفة العاطفية والإعلامية.

وقال: ”لنفكر ماذا نقدم لهم بدلا من التفرج على أحوالهم، مطالبا أصحاب المراكز إلى بث روح التعاون المتبادل بينهم في تقديم الخدمات والتجارب عدم النظر للمصالح الشخصية بما يعود بالنفع على أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة“.

ال سيف والذي استعرض في بداية كلمته بدايات افتتاح مركز زهور المستقبل والذي كان لا يملك ريالا واحد حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم بالاصرار والتحدي، انتقد وبشدة ضياع الفرص للعديد من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف أعمارهم وذلك بسبب التشخيص الخاطيء.

التشخيص الظالم

ويرى أن التشخيص الظالم جنى على حياة الكثير حيث وضعه في غير محله مما سبب ضياع الفرصة لهم للتقدم والاستفادة من الخدمات المقدمة.

وطالب ال سيف أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب المراكز بالمطالبة بحقوقهم للحصول عليها كاملة، مشيرا إلى أنه وعلى الرغم من الإعداد الكبيرة للمراكز فإن المنطقة مازالت إلى المزيد من المراكز لاستيعاب الإعداد الكثيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة.

قبول الطفل

بدورها، رأت مشرفة قسم الإعاقة الذهنية بمجمع شموع الأمل للتربية الخاصة والتأهيل بالدمام رملة الزيد أن مشكلة المجتمع العربي تكمن في عدم قبول الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرة إلى أن قد يولد محاطة بالإهمال والنفور لكونه عب وثقل على الأسرة، وربما على النقيض في بيئة عاطفية مما تسبب له اعاقات إضافية عما ولد عليها.

وأشارت إلى أهمية الدمج التربوي لذوي الاحتياجات الخاصة، والذي مازالت نتائجه في المملكة ليست بالدرجة المأمولة.

واستنكرت عدم وجود الكوادر المؤهلة في المدارس بالإضافة إلى الفصول الدراسية والتي تكون غير مهيأة لإستقبال الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

فقر المعلمين

وعبرت الزيد عن أسفها في الأمسية التي إدارتها الإخصائية النفسية تغريد المحاسن، لافتقار بعض المعلمين والمعلمات إلى مهارة فن التعامل مع الطفل على الرغم من حصولهم على الشهادات الجامعية العليا.

وقالت الإعاقة لا تعني «الكرسي المتحرك»، منوهة إلى اختلاف أنواع الإعاقات والتي قد يكون بعضها ظاهريا أو كامنا، مشددة على قضية التشخيص والتي تكمن خطورتها في إعطاء حكم سريعا على الطفل مما يعني الظلم له ولولي أمره.

وأكدت المشرفة الفنية بمركز تنمية الطفل للرعاية النهارية عبير نشوان على ضرورة تقبل الطفل لاعاقته والتصالح الذاتي مع نفسه.

تعاون لا تنافس

وطالبت بضرورة الوعي بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وتهيأة المدارس والمرافق العامة والمدارس لاستقبال الأطفال بمختلف أنواع اعاقتهم.

وبينت أهمية تكاتف المراكز التي تقدم خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة وان تعمل تحت شعار التعاون والعطاء بدلا من التنافس، مشددة على ضرورة التعاون بين الاهالي وبين الأخصائيين.

خدمات مساندة

واستعرضت مسولة وحدة الخدمات المساندة لذوي الإعاقة للإناث أمينة عيسى اليعقوب ماهية الخدمات المقدمة، موضحة أن الوزارة تقدم لفئة ذوي الإعاقة من الإناث والذكور لمن لم يتجاوز سن العاشرة، وفق الشروط والضوابط التي أقرتها الوزارة.

وبينت انها تقدم الإعانات المالية الشهرية بحسب درجه الاعاقة، وصرف البدل المالي للاجهزه الطبيه المعينة.

وأضافت اليعقوب ان الوزارة تقدم خدمات تسهيل التنقل لذوات الإعاقة بصرف بطاقة تخفيض الإركاب على وسائل التنقل الحكومية ”الجوية، البرية“، وبطاقات لاصقة لتساعد ذوي الإعاقة على إيجاد مكان للوقوف خاص به، ولعدم إعطائه أي مخالفة مرورية.

وتابعت تقدم أيضا خدمة الاستثناء من دفع رسوم الاستقدام للسائق والخادمة والممرضة، إضافةً إلى برنامج الرعاية المنزلية المكون من“الطبيبة، الممرضة، أخصائية العلاج الطبيعي”، الذي يقدم الفحوصات المنزلية وجميع الخدمات للحالات التي تعاني من إعاقة حركية، ولا تستطيع الحضور لمقر الوحدة لعمل الإجراءات أو الاستفادة من الخدمات.

مركز إيلاف

وتحدثت اخصائية التأهيل المهني بمركز إيلاف لرعاية وتأهيل المعاقين سارة الداوود عن أهداف وخدمات المركز، منوهة إلى أنه يهدف لتقديم برنامج تربوي متكامل يمكن الأطفال المعاقين من الوصول إلى أقصى طاقاتهم ورفع قدراتهم الاجتماعية والتعليمية.

وبينت الداوود أن المركز يقوم بمساندة وخدمة الباحثين من طلبة المدارس والجامعات بالإضافة إلى توعية المجتمع والرقي بثقافته في كيفية التعامل مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.

واستعرضت الداوود انجازات التاهيل المهني والتي تبدأ من معرفة نقاط القوة والضعف لدى كل طالب والعمل على إبراز نقاط القوة بعد عمل خطة تربوية كاملة.

الإعاقة في المجتمع

بدورها تحدثت الباحثة التربوية في جمعية همم لأسر ذوي الإعاقة تقديم الدكتورة نعيمة إبراهيم الغنام عن رسالة الجمعية في العمل على رفع مستوى جودة الحياة لهذه الأسر بتقديم البرامج التدريبية والتأهيلية المتخصصة وتوفير الدعم الاجتماعي لتحقيق التوافق النفسي.

ومضت تقول ان الجمعية تهدف إلى إيجاد بيئة صحية آمنة محفزة لدمج أسر ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع بدون خجل.

وبينت الغنام أن الجمعية تقدم العديد من الخدمات والتي من أبرزها عقد لقاءات دورية بين الأهالي مع أطفالهم وتأهيلهم لكيفية التعامل مع الأطفال وتوعية الأسر بحقوق أطفالهم بالإضافة إلى صرف الأجهزة السمعية والسلة الرمضانية وكسوة الشتاء والعيدية.

وشددت أن الإعاقة في المجتمع الغير مؤهل، مؤكدة على أهمية عقد الشراكات الاجتماعية مع الأهالي والمراكز والجمعيات من أجل خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة وأهاليهم.

الجدير بالذكر أن المنتدى في ختام الأمسية كرم الناشطة الحقوقية البارزة عالية آل فريد لجهودها البحثية والعملية ومشاركاتها في تأسيس مركز يعنى بتأهيل وتمكين الأطفال ذوي الإعاقة، وعضويتها في العديد من المؤسسات الحقوقية.