آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

ميلاد الحوراء

بدرية حمدان

في السنة السادسة للهجرة شهد الكون ولادة حدث عظيم ونور زاهر من أنوار آل بيت محمد ليضيء البيت الفاطمي الطاهر بكل فرح وسرور، وبهجة الطفل الثالث من أطفالهم، أضاء نجمه وهي البنت الأولى للإمام أمير المؤمنين والسيدة فاطمة الزهراء «عليهما السلام».

ففي اليوم الخامس من شهر جمادى الأولى ولدت السيدة زينب وفتحت عينها في وجه الحياة، في دار يشرف عليها خمسة هم أطهر خلق الله. تعالى: محمد رسول الله، وعلي أمير المؤمنين، وفاطمة سيدة نساء العالمين، والحسن والحسين صلى الله عليهم أجمعين. هم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجز وطهرهم تطهيرا، بهجة قلب فاطمة و. زين أبيها علي قرة عين الرسول كريمة الحسب والنسب توأم سيد الشهداء وشريكته في المحن روح الحسن ومثيلته في الاحسان فهي محمدية علوية حسنية حسينية شخصية صهرت لتذوب في الإيمان لتعطي ثمرة طيبة من شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.

فنتاج تلك الشجرة طفلة ارتقت إلى أعلى درجات الكمال حيث إن حياتها محاطة بالنزاهة والقداسة مما ساعدها على النضج المبكر بالإضافة إلى الذكاء المفرط وما تمتلكه من مواهب وكمالات وتربية أخلاقية نموذجية جعلها تمتاز بنصيب وافر من الوعي والادراك لتنشأ في ظل والد هو سيد الخلق بعد رسول الله أبا عظيما وأما هي سيدة نساء العالمين من الأولين والأخرين هي قرأن ال محمد لتصبح كنزا لا يعرف له كم ولا كيف وخزانة علم مكنونها مدينة العلم وعلي بابها قلبها مصحف الزهراء لتصبح حوراء وحورية آل محمد بروحها الطاهرة وقلبها النقي.

ولما ولدت السيدة زينب أخبر النبي الكريم بذلك، فأتى منزل إبنته فاطمة، وقال: يا بنية إيتيني ببنتك المولودة. فلما أحضرتها أخذها النبي وضمها إلى صدره الشريف، ووضع خده على خدها فبكى بكاءً شديداً عالياً، وسالت دموعه على خديه. فقالت فاطمة: مم بكاؤك، لا أبكى الله عينك يا أبتاه؟ فقال: يا بنتاه يا فاطمة، إن هذه البنت ستبلى ببلايا وترد عليها مصائب شتى، ورزايا أدهى. يا بضعتي وقرة عيني، إن من بكى عليها، وعلى مصائبها يكون ثوابه كثواب من بكى على أخويها.

وقد عرض على النبي ﷺ ان يسميها فقال: «ما كنت لأسبق ربّي». وهبط رسول السماء على النبي، فقال له: سمّ هذه المولودة «زينب»، فقد اختار الله لها هذا الاسم. وأخبره بما تعانيه حفيدته من أهوال الخطوب والكوارث فأغرق هو وأهل البيت في البكاء.

الكريمة على قومها، والعزيزة في بيتها، والسيّدة زينب أفضل امرأة، وأشرف سيّدة في دنيا العرب والإسلام، وكان هذا اللقب وساماً لذرّيتها فكانوا يلقّبون ب «بني العقيلة». فهي المرأة الكريمة، النفيسة، المخدرة، والمحترمة.

فسلاما على الحوراء عالمة آل بيت النبوة فخر المخدرات كيف لا تكون كدلك وهي من بيت وصفه رب العزة والجلال بقوله. ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ «36» النور.

فالنور لا يأتي إلا بنور ولادة مباركة لسيدة الطاهرةالحوراء .

ونسألكم الدعاء