آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 2:22 م

تغيير العادات ومخالفة الأعراف

سلمان العنكي

خُلقنا بشر في أزمان مختلفة متفاوتة لكل جيل عاداته وتقاليده. وهي عند البعض أولى من الواجبات.

هناك أعراف اجتماعية يأخذ بها الشرع لثبوت بعض الحالات القضائية ويرتب عليها أثراً في صدور حكم، ما لم تخالف التوجهات الشرعية والقرآن والسنة، وهي متدرجة، تختلف من جيل الى آخر، وتتعاقب الأجيال على تغييرها. ومن يخالفها بداية خرج عن الرأي المجتمعي، تشمل جميع جوانب حياتنا كالملبس والمأكل والمسكن والمناسبات واستخدام ما يُستجد من التطورات التكلولوجية، والتحصيل العلمي بأنواعه.

كما تشمل التغيير في الأديان والمذاهب وغيرها، وعند التغيير إن كانت إيجابية أو سلبية، تُطرح الآراء ويشتغل معظم المجتمع بالمشاركة في تحليلاتها.

منهم من يراها الأسوء ويجب ان لا تكون ولا بد من محاربتها والقضاء عليها في مهدها ومن لا يبرز لمحاربتها فهو مقصر ومرتكب للمنكر.

ومنهم من يراها الأحسن ولا بد منها ويرى البقاء على ماهو قائم تخلفاً، ولكل رأيه، وكل طرف يبرر صحة ما يراه.

الكل يتفق أن التغيير لا بد منه بل في حالات يلزمنا. ولو قرأنا التاريخ ينبؤنا بتغييرات وتحولات حصلت لمن سبقونا.. لا إشكال ولاإنكار في ذلك. التغييرات حصلت وأٌبيدت عادات وتقاليد وغُيرت أعراف.. وربما الاكثر يرضى بها بدايةً ما لم تخالف الدين، وإن عارضها القلة يُفرض عليهم امر واقع فيما بعد فيرضوا.. ولكن هل التغيير بدون قيود؟ وهل الحرية مطلقة؟

بالتأكيد التغيير الخارج عن الدين وتعاليمه والمخالف له مرفوضاً وليس لنا كمسلمين الخيار فيه ونرفض جعله أمراً واقعاً علينا.

والحرية لها ضوابط وحدود وليس على إطلاقها، حتى في المجتمعات التي تدين بغير التعاليم السماوية وقوانينها وضعية. كيف بنا نحن من ندين بمبدأ سماوي وقوانيننا رسالية.

ولو لم يقيدها الدين فالعقل يقيدها، فأنت جارٍ لي تملك بيتك تُعطى الحرية في ملكك، ولكن لو اردت إحراقه فتصل النار إلى بيتي فيحترق. بفعلك هذا أنت مقيد الحرية والتصرف.

ولو علوت ببنائك حتى حجبت الهواء عني تُمنع أن تفعل هذا. تقرع الطبول في بيتك ولكن صوتها يؤذيني تعديت على حريتي. أكثر منه حتى لو كان صوت قرآن أو وعظ وارشاد.

نعم لك حريتك من غير إعتداء على حرية الآخرين... هذا مايخص الجوار.

أيضا الساحة الاجتماعية تعني الجميع ولها حرية وحقوق. الاعتداء عليها اعتداء على مجتمع بكامله. تتوسط الطريق بسيارتك وتعيق المارة عن عبوره وتدعي بأحقيتك، فهذا أمر غيرمقبول. أو باسم الحرية تخرج الى الشارع عارياً وتريد مني أغمض عيني ولا يعنيني أمرك فهذا لا يرضي احداً.

باسم تقليد مجتمعات أُخرى تمارس الرذيلة أمام المارة وتريد مني السكوت ايضاً غير صحيح.

تعرى في بيتك ومارس كيف تشاء وما تشاء في بيتك، أو في مجتمعات تحقق رغباتك.. ما نريده من دعاة الحرية عدم القيام بأفعال مخالفة أو تتعدى على حرية الآخرين تحت اي عنوان كان. كما لك حرية للناس حريات.