آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 11:56 م

مختص نفسي: تفشي ظاهرة ”الغضب“ بداية ”للتنمر“

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - سيهات

حذّر دكتور علم النفس مهدي الطاهر من اعتماد الغضب كوسيلة تربوية في العلاقات الأسرية، لافتا إلى أن انتشار تلك الظاهرة في الأسرة قد تكون بداية لتنمر الأبناء.

وذكر ضمن سلسلة محاضراته التي يقدمها بتنظيم دار الفرقان لعلوم القرآن بالتعاون مع مركز رفاه صباح كل ثلاثاء، أن الغضب بمستواه المعقول بحد ذاته ليس هو المشكلة، وإنما اعتياد ممارسته كسلوك في موارد ليست مطلوبة، فيؤثر على كيمياء الجسم في تحفيز الأدرينالين ويؤثر سلبا عليه.

وتحدث عن دور اللوزة والفص الأمامي في عمليات الذاكرة والذكاء والتفكير، والتحكم بمستوى الغضب بدق ناقوس الخطر أمام بعض المواقف، فلابد من التوقف والإسترخاء لضبط تلك الدائرة السريعة الإشتعال.

ولفت إلى دور الثقافة في تكريس ظاهرة الغضب في الفكر العملي اليومي، كما في عبارات ”تعودت“، ”هذا طبعه“، ”ما يتأدبون إلا بالعين الحمرا“، واعتبار الغضب من علامات الرجولة أمام المرأة، والأبوة الصحيحة أمام الأبناء.

ودعا لتغيير تلك البنى المعرفية غير المناسبة، وعدم الإستسلام لإيحاءات الخطاب الذاتي للتصورات الخاطئة.

ودعا لتبني ثقافة الحوار والتفاهم بدلا من الغضب واللوم والإنتقاد المستمر والحذر والقلق والخوف، وضرورة تحديد يوم في الأسبوع للحوار سواءا بين الزوجين أو افراد الأسرة وتقديم الإعتذار ممن أساء.

وبين أن أطفال الآباء الغاضبين يعانون من سوء التكيف في المدرسة أو العمل أو العلاقة الزوجية مستقبلا، ووُجد أن هناك علاقة بين الجنوح والأسرة المفككة، وممارسة العنف والغضب والتهديد، وإساءة معاملة الأبناء والزوجة".

ولفت إلى أن التقمص والممارسة لسلوك الغضب بعد المشاهدة والاستماع للمثيرات المحيطة من بعض الأطفال، إضافة إلى الأثر الوراثي ”العرق دساس“. ودعا إلى تعويد الطفل على الصبر الواعي، والحلم في التعامل مع المواقف والآخرين.

وتطرق لصور الأبناء ”الطبيعي، والهاديء السلبي، والإنفعالي الغضوب“، مشيرا إلى أن كل من الهدوء السلبي، والغضب صفات غير إيجابية ويجب التوقف عندها بالتعديل.

وحذر من الإستسلام لغضب الأبناء والتبرير بأنه موروث، فيتركز بالايحاء ويستمر اكثر، فلابد من إضعاف درجته بالرعاية، والتدريب، وتقديم النماذج الجيدة، وزيادة الوعي للتعامل بما يتناسب مع سلوكه، والظروف التي تُغضبه بإجراءات وبدائل مناسبة.

ونوّه الى أهمية ”خلق نماذج إيجابية“ لتقمص السلوك المناسب، والتخفيف من درجة غضبه.

وذكر العديد من الآثار السلبية للغضب، في التأثير على البنية الجسمية والنفسية والاجتماعية والتربوية، وقد تصل للتكسير والتدمير والإعتداء في حال التصعيد.

وتطرق لعلاج الغضب بالتعود على ”عكس السلوك“ بالعلاج السلوكي المعرفي، واستخدام بعض الآليات كالإسترخاء، وممارسة التهدئة، وتغيير المكان، والنمذجة المغايرة، التلقين المعرفي، العلاج بالتدريج، استبدال الافكار السلبية وغير العقلانية.

ولفت إلى ضرورة تعاون الوالدين في المعالجة الإيجابية، منتقدا كثرة ترك المنزل لساعات طويلة من أحدهما وأثرها في توتر الأمر، كما في ترك بعض الآباء المنزل معظم الوقت للذهاب للديوانية او الإستراحات مع رفاقه.