آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

”البراحة“.. براحة

محمد أحمد التاروتي *

مهرجان ملتقى الاسر المنتجة الاول ”البراحة“، الذي نظمته لجنة التنمية الاجتماعية بمحافظة القطيف، مثل فرصة كبيرة لتسليط الضوء على اقتصاديات الاسر المنتجة، الاخذ في التوسع في مختلف القطاعات، باعتباره احد الأنشطة ذات المرود المالي للعديد من الاسر، خصوصا وان هذه النوعية من الأنشطة التي تنطلق من مبادرات فردية، واحيانا من باب الهواية، ولكنها سرعان ما تتحول الى انشطة قائمة، من خلال استخدام المهارات الاحترافية، والحرص على الاهتمام بالجودة العالية، من اجل الدخول في المنافسة والبقاء في السوق.

استقطاب نحو 48 أسرة منتجة، في مساحة جغرافية خلال ايام قلائل، خطوة ايجابية من لدن الجهة المنظمة لمهرجان ”البراحة“، نظرا للاثار المترتبة على التعريف بهذه الأنشطة، وبالتالي اتاحة الفرصة للتسويق بشكل اوسع، لاسيما وان الكثير الاسر المنتجة، استطاعت خلال الفترة من الماضية الوصول الى المستهلك، عبر الاستفادة من القنوات التسويقية الالكترونية، بيد ان زيادة المبيعات تتطلب وضع الخطط الإعلانية المتطورة، وكذلك الاحتكاك المباشر مع الزبائن، لاسيما وان الإعلانات التجارية ليست قادرة على الوصول لجميع الشرائح الاستهلاكية، مما يتطلب المشاركة في الفعاليات الاجتماعية، نظرا لكثافة الزوار مما يشكل فرصة كبرى للتعريف بالمنتجات، فضلا عن إمكانية زيادة حجم المبيعات بالقياس للأوقات الاخرى.

اقتصاديات الاسر المنتجة أصبحت واقعا ملموسا على الصعيد العالمي، بحيث أخذت الكثير من الاقتصاديات العالمية تتوسع في وضع البرامج، القادرة على النهوض بالقطاع، باعتباره جزء من الاقتصاد الكلي من جانب، وكذلك خلق العديد من الفرصة، الامر الذي يفسر انشاء صناديق تمويلية تهتم بالأسر المنتجة، وتقديم المشورة لها لتجاوز العديد من الصعوبات التي تواجهها، من اجل الانطلاق بقوة في السوق والتركيز على الجودة، باعتبارها احد العناصر الاساسية للصمود في وجه المنافسه، مما انعكس على امتلاك العديد من الاسر المنتجة للعلامات التجارية بالسوق.

التوسع في نشاط الاسر المنتجة عملية ضرورية، للخروج من النطاق الضيق للانطلاق في السوق، ومحاولة منافسة المنتجات الاخرى سواء الوطنية او المستوردة، مما يستدعي دراسة السوق بشكل دقيق للوقوف على الجدوى الاقتصادية، خصوصا وان الافتقار لدراسة الجدوى يعرض المشروع للخسارة، وضياع رأس المال، وبالتالي فان التوسع مطلوب في جميع الاحوال، بيد ان التوسع غير المدروس، او الكبير تكون نتائجه وخيمة احيانا، بمعنى اخر، فان التوسع التدريجي يساعد في تكريس المشروع في السوق، ويقلل من خطورة الفشل السريع.

التمويل يمثل معضلة حقيقية في التوسع الأفقي والعمودي لأنشطة الاسر المنتجة، لاسيما وان تلك الأنشطة تبدأ بتمويل ذاتي متواضع، بيد ان محاولة التوسع في النشاط يعرقل بقلة الموارد المالية، الامر الذي يجبر البعض على الاكتفاء بالموارد الذاتية، سواء نتيجة عدم القدرة على توفير متطلبات التمويل من الصناديق الاقراضية، او بسبب الاشتراطات الصعبة التي تفرضها تلك الصناديق على الجهات الراغبة، بينما تشكل محدودية المبالغ المقدمة معضلة احدى المشاكل، التي تعترض طريق عملية التوسع بشكل طبيعي او متوازن، مع تنامي المنتجات وانتشارها في السوق.

كاتب صحفي