آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

صمود.. تلقائي

بدرية حمدان

المنحدرات وعرة وشديدة، وكثرة الانعطافات قد تؤدي إلى الهلاك، فرياح التغيير شديدة تكاد تتحول إلى أعاصير مدمرة. فقراءتنا للواقع واحدة وإن كانت تختلف حسب وجهات النظر والدقة في الايجاز أو التفصيل، فالمحتوى الموضوعي واحد مع تعدد العناوين والصيغ الكتابية وما تتضمنه من اختلافات في الأساليب والصور وطريقة العرض، فمهما اختلفت الطرق والنظرات سيظل الواقع كما هو بعيدا عن الصور الزائفة والتلميع، فقلب الصور والحقائق وتغيير المسميات لا يغير من الواقع شيء، فالتحديات قائمة على قدم وساق والكل على شفا حفرة، الانجراف الفكري هائل جدا وقوي يطال الصغار قبل الكبار، فالبحث عن فرق انقاذ داخلية أمر لا بد منه لأنه الوسيلة الوحيدة للنجاة من هذه الدوامات الفكرية.

قد تكون هذه الفرق، عقول راجحة أو نفوس أبية أوقد تكون ارواح طاهره تصل إلى درجة من الإيمان الوقائي التي يعطيها صمودا تلقائيا فتستطيع المقاومة وتتمسك برمق الحياة، فتحيا حياة طيبة أما إذا لم تتوفر فرق الانقاذ الداخلية وتنعدم، فهنا تحدث عملية التشويش والترجمة الغير صحيحة لشفرات المعلوماتية. نتيجة لمهاجمة الفيروسات البشرية للعقول الصغيرة فتكون القراءات غير واضحة ويكون هناك فهما خاطئا للنص المقروء مما يعطي نتائج غير صحيحة لسلوكيات تترجم على أرض الواقع، فالفئات العمرية الصغيرة أول من يعاني من الانجراف لعدم توفر قوة صمود تؤهلها من فهم الشفرات القرائية فتقع في الكثير من الأخطاء بدافع التطور والتقليد الاعمى، فالانبهار بواقع مزيف اسقط الكثير من الضحايا على حين غفلة من المجتمع ومن الأهل التي بات جل اهتمامهم بالمأكل، والملبس، والصحة الجسدية، والمظهر العام أمام المجتمع، فهذا ليس فيه أي اشكال، فهناك جانب مهم بل هو الأهم في بناء شخصية وكيان الأبناء وهو البناء الروحي الذي يمثل الدعامة الأساسية التكاملية في صياغة شخصيات ثابته تمتلك الصمود الذاتي والتلقائي، ومن هنا نؤكد إن المظاهر متغيرات تتلاشى وتنتهي مع تغير الزمن لتحل محلها متغيرات أخرى جديدة، بينما الثابت يظل ثابت مهما حدث من تغيرات، وهذه مسؤولية الجميع من أولياء أمور ومن مربين لإعداد جيل واعي فكريا ورحيا يتمتع بعقيدة قوية وايمان، قادر على تجاوز التحديات، بما يمتلكه من مقومات الصمود التي تمثل فرق انقاذ عند اللزوم. لذلك مهما ارتفع الموج العاتي سوف تكون هناك قوة مضادة له ذات عمق ذاتي.

فإعداد جيل بهذه الكيفية يكون بمثابة ذخيرة مناهضة ومضادة للفيروسات الفكرية الدخيلة، فهي تمثل برامج حماية ووقاية طويلة الأجل لكونها تحصينية من الإصابة بعدوى العصر الفكرية.