آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 9:08 م

الدكتور الطاهر: ”مشاكل المراهقة“ تعود لعدم الإستعداد المسبق من الأهل

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - تصوير: أحمد الصرنوخ - سيهات

أكّد دكتور علم النفس مهدي الطاهر على أن أغلب مشكلات المراهقة تعود لتنشئة اجتماعية خاطئة منذ الطفولة، وعدم استعداد الآباء للعملية التربوية قبل وأثناء وبعد هذه المرحلة المهمة.

وأشار في محاضرته ”المراهقة بين العناد ورفض الطاعة الأبوية“ التي قدمها في مركز رفاه بسيهات الأحد الماضي، وبحضور أكثر من 100 شخص من الجنسين، إلى ما تتميز به تلك المرحلة من ”حتمية التغيرات الفسيولوجية“، وتباينها بين الجنسين والنوع نفسه.

ولفت إلى أن تلك التغيرات ”لا تقتصر على الشكل“، بل بما تحمله من ”دلالة واعتبارات مهمة للمراهق في دخول عالم الكبار ومسؤولياته وما عليه من حقوق وواجبات“.

وشدد على أن يقوم الوالدين بأدوارهما في ”شرح تلك التغيرات للأبناء قبل الدخول في المرحلة للمساعدة على تقبلها، والتعامل مع متغيراتها، لتزداد خبرته ودرايته، داعيا لمعاملتهم بالإحترام والتقدير والإهتمام والحوار“.

وتطرق الطاهر لمخاطر البلوغ ومنها ”مفهوم الذات“ وتأثره بالمعاملة الإيجابية أو السلبية في المنزل، محذّرا من كثرة اللوم والتوبيخ والنقد والعبارات السلبية، مثل ”ما كبرت، ما تفهم“ وأثر ذلك على التصور السلبي للذات.

وبيّن أن التصور السلبي يؤدي ”للسلوك السلبي والشعور بالفشل والضعف، وزيادة الشعور بالملل والتعب ونقص الطاقة، والدخول في أزمة العناد وصعوبة الإستقلال والضبط“.

وأوضح أن الجو الأسري القائم على آلية التفاهم والحوار والإحترام والتقدير واستخدام العبارات الإيجابية مثل ”أنت ناجح، شجاع، مبادر“ يساعد على سهولة الإستقلال، وبناء المفهوم الإيجابي للذات.

وبين أهمية اختيار المدرسة الفاعلة في تمكين المراهق من ممارسة هواياته وقدراته ومواهبه ودعم ميوله العلمية والرياضية المختلفة.

ودعا الطاهر لتفعيل المدارس والإستفادة منها خلال الإجازة الأسبوعية أو نهاية العام في كل حي، لتتحول لورشة كبيرة تنمي ميول الشباب ومواهبهم بمعية عدد من المعلمين المختصين.

وأشار لأهمية ”شراء“ الصديق الجيد للأبناء، لما له من أثر كبير بعد الأسرة في تسهيل الكثير من الآثار.

ونبّه لسلوك الآباء أمام الأبناء لأنهم ”القدوة“، محذّرا من الإهمال أو التعسف في معاملتهم، نظرا لطفولة صعبة عاشها بعض الآباء كالحرمان أو النبذ في تلك المرحلة.

ونوّه لأهمية الحوار مع الأبناء، واتباع آلية ”التفاهم والإتفاق والتنفيذ“، مشيرا لميل المنظومة البشرية للتكامل، ويكفي توضيح السلبيات والإيجابيات لهم، وطلب رأيهم ببعض الحلول كسؤالهم ”كيف تستطيع التقليل من عادة سيئة بقضاء أغلب الوقت على الايباد“.

وأشار الطاهر لهموم تلك المرحلة من التبكير او التأخير في عملية البلوغ، وأثر ذلك في القبول أو الرفض والإهمال من الأصدقاء، لافتا إلى حاجة المراهق للدعم والمساندة حتى لا يدخل في الخجل أو العزلة أو الإمتعاض لعدم وجود من يفهمه أو يستمع اليه.

وتطرق لغياب الحوار ودوره في ضعف تقييم الذات واحترامها، وما يؤدي اليه من زيادة القلق، واضطراب النوم والشهية، والحزن والغضب، وعدم الشعور بالراحة والرغبة في البكاء، والإنفعال، والتوتر، والصراخ، والدخول في الإكتئاب.

ودعا للإستفادة من الدوافع الإيجابية في البنية النفسية للمراهق ”كرغبته في التفوق وحب الإستطلاع في خدمة المجتمع، ودعمه بتوفير بيئة علمية مناسبة تشعره بالإنجاز والتمكين والسعادة بذلك العطاء، فيحقق نجاحات عالية تزيد من احترامه وتقديره وثقته بنفسه، وتقلل شعوره بالفشل والدونية، وإلى تعزيزه بالعبارات الإيجابية مثل“ كل ما تعرف أكثر، تفهم، تطبق، تنجح أكثر".

وحذّر من كثرة اللوم والنقد وأثره السلبي في التحصيل، والضعف في الإنجاز، والخوف من الفشل، وقلة الثقة بالنفس، والشعور بالدونية والضعف.

ودعا الطاهر الوالدين للإقتراب أكثر من الأبناء ”الأم للبنت والأب للولد وتوعيتهم فيما يخص النمو الجنسي في هذه المرحلة وما عليهم القيام به، ليصلوا لمرحلة الزواج دون سلبيات أو أخطاء، وقبل أن يسمع أو يشاهد مشاهدات سلبية يعتمد عليها في سلوكه“.

واختتم بتبيان الآليات الأساسية لهذه المرحلة في تقليل العناد والتمرد والعصيان، وتسهم في رفع مستوى طاعة الوالدين وتتمثل في ”التقبل، والتقدير، والإهتمام، والمحبة، والتأكيد الإيجابي“.