وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها في الوعي الفكري للمجتمع
لاشك أن لوسائل التواصل الاجتماعي تأثيرٌ كبيرٌ في المجتمع ودورٌ فعالٌ في نشر الوعي لجميع طبقات المجتمع بمختلف توجهاتها الفكرية والثقافية، فهل كان لها دورٌ في التطور الفكري لمجتمعنا إيجابياً أم أن استخداماتنا لتلك الوسائل اضحت فقط لنشر السخافات والأفكار السطحية التي تساعد على انتشار صاحبها سريعاً؟
إن الغالبية ممن يطلق عليهم «مشاهير السوشيل ميديا» حصلوا على تلك الشهرة فجأة وبدون أي مقدمات بسبب مقطع قبيح لا يحمل سوى بعض الألفاظ البذيئة والتي لاقت استحسان طبقة «التافهين» ليتم نشرها وتداولها بينهم ليتفاجأ بعدها أن متابعيه بالآلاف «مشاهير البذائة»؟
في بعض الدول الأوروبية هناك عبارات تحذيرية في الأماكن العامة تقول «توقف من جعل الحمقى مشاهير»، وذلك بعد أن سئم الناس من تصدر الحمقى للمشهد الاجتماعي والإعلامي وكيف حولهم اهتمام الناس وتداول مقاطعهم إلى مشاهير، بينما هناك الكثير من الموهوبين الذين قدموا اعمالاً وانجازات عظيمة لمجتمعاتهم ولم يجدوا فرصة حقيقة للظهور!؟ إن تداول تلك المقاطع واعادة ارسالها ليس جريمة في حق الذوق العام فقط إنما هيا جريمة في حق الأجيال الجديدة التي ستنشأ على أن «البذائة» بوابة لصنع الشهرة.
إن محاربة هذه الآفة واجبٌ اجتماعي وديني لحماية الأجيال القادمة من الانحدار الأخلاقي والفكري الذي وصلت اليه الأجيال الناشئة من تقليدٍ اعمى لتلك المقاطع وبمباركةٍ مع الأسف الشديد من بعض الآباء والأمهات «خليه يستانس غير جاهل؟» دون الاكتراث لعواقب تلك التصرفات التي لها تأثير مباشر على سلوكيات الطفل فلا ننسى أن تربية الطفل تتوقف على سلوك والديه بالدرجة الاولى، وعلى سلوك المحيط الذي يلف بالطفل من بقية افراد الاسرة، فاذا كانت ثقافة الوالدين جيدة كانت التربية جيدة، واما اذا كانت ثقافتهما ضعيفة كانت التربية ضعيفة، ومن المهم ان نذكر ان سلوك الوالدين ينبع من ثقافتهما والتي تعتمد على محصلة ما يمتلكه كل منهما من الثقافة الدينية والاجتماعية العامة.. قال ﷺ: «أدبوا أولادكم على ثلاث خصال حب نبيكم وحب أهل بيته وعلى قراءة القرآن».