آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

ماذا لو بقيت صفحة؟

فرض المحال ليس من المحال، فجالَ في خاطري هذا السوأل، لو علمتُ الغيب وقال لي القدرُ لك يوماً واحد ماذا سوف أفعل فيه، ولو قال لي الغيبُ هذه ?خر وجبةٍ آكلها ماذا أختار، ولو قال لي هذه ?خر رحلةٍ فإلى أينَ أذهب؟ عندما تكون الأسئلة من الغيب لن نعلم متى تأتي اللحظة، وبالتالي لن نجيبَ عليها بالدقة، لكن ماذا عن الأسئلة والقرارات التي بيدنا، نحن من يسأل ومن يجيب!

قيمة الأشياء في ندرتها فمتى ما كثر الشيء قل ثمنه ولذلك يبقى التبر أنفس من الترابِ في طول زمن البشر لأن التبر ينفذ والتراب لا ينفذ، وأنا سوف أسأل نفسي اليوم التالي: ماذا لو بقيت هذه الصفحة آخر صفحة؟ ما عسى أن أكتبَ فيها من كلماتِ أسى، أو فرح، أو حكمة، أو علم؟ ربما أتركها بيضاءَ دون كتابة من باب الصمت عن الكلام أبلغ الكلام. والأقرب أنني سوف أملأها دون تعبٍ بما لن ينفع أملاً مني أن تأتي الفرصةُ واصطاد فكرةً ذاتَ معنى وتهم القارىء.

حياتنا في الواقع هي هكذا، حدٌ لا محدود من الافتراضات نأخذها محمل الهزل، إذ بالإمكان أن تكون الساعة آخر الفرص، أو ما بيدنا هو آخر عمل، أو العلاقة التي نحن فيها سوف تنقطع قريباً، والمحزن أننا نتصرف أن الحياة معينٌ لا ينضب من الوقت الذي يمكننا فيه إصلاح كل عطب في حياتنا، وتقويم كل اعوجاج.

لو كانت هذه آخر صفحة سوف أكتبها لما كتبت فيها سوى ”أن الحياة أقصر مما نضيعها في سَفاسِفِ الأمور التافهة الحقيرة“. وها أنا ذا أترك لك الصفحة بيضاء تكتب فيها ماذا لو؟

مستشار أعلى هندسة بترول