آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 1:22 م

العادة في مجالس رمضان مرآة للشخصية القطيفية

الدكتور نادر الخاطر *

شهر رمضان له أهمية في الثقافة الإسلامية حيث قِراءة القرآن الكريم من العبادات المحببة للفرد التي تنور الأبصار وتزيل الهم وتشفي الصدور واطمئنان للقلوب. كما تتوهج هذه العبادة في اغلب المجالس من الأحياء السكنية، يقوم صاحب المنزل بتهيئة المجلس بإحضار خطيب حسيني وقارئ قرآن «ما يسمى المجلس الحسيني»، دور الخطيب تعزيز الثقافة الإسلامية إلى الحضور وقارئ القرآن يقوم بتلاوة القرآن للحضور بعد الخطيب، وبعض المجالس تكتفي فقط بإحضار قارئ قرآن تبركا بالشهر الكريم.

فلا تقتصر الدعوة على الأقارب والأصحاب في استماع القرآن بل تتوسع كذلك إلى الجيران وجميع من يمر بجانب المجلس وتكون الدعوة عامة، بعد قرأه القرآن والمجلس الحسيني يقوم صاحب المجلس في استضافة الحضور «المستمعة» بالمشروبات الساخنة من القهوة والشاهي، وبعض المرطبات يصحبها حلوى وكيك والبعض الأخر من لديه ميزانية جيدة من المال يقدم افخر المأكولات إلى الحضور.

تبلور هذا الموروث الحضاري في منطقة القطيف بشكل لافت وصارت العادة الرمضانية جزء من الشخصية القطيفة ولم تقتصر هذه العادة على الرجال بل حتى النساء يشاركون بالحضور في أماكن مخصصة لهم، أما أن يكون في صالة البيت أو في مجلس النساء المخصص أو مجلس مستقل لهم مع خطيبة وقارئة القرآن.

ويشارك من القراء والخطباء من هم في مقتبل العمر ومن هم كبار السن أمثال القاري يوسف معتوق الغريب وزكي أل فردان، ومن الخطباء أمثال عارف سمبل والسيد محمد القصاب وغيرهم. فكانت العادة في المآتم يتقدم أولا الخطيب بعدها يبدا القارئ في التلاوة من الجزء الأول إلى الجزء الثلاثين في كل ليلة قراءة جزء واحد.

هذه العادات تشكل فاكهة رمضان إلى أهل القطيف وارتباطهم بكتاب الله، والتي تدل على مدى تعلق أهالي المنطقة في حب قراءة القرآن وحب أهل البيت حتى أصبحت عادة رمضان جزءاً من تراث وثقافته وهوية وتاريخ وحضارة أهل القطيف.