آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

التكتيك.. المجازفة

محمد أحمد التاروتي *

يختلف التكتيك عن المجازفة، في كون، الاول ينطلق من تحقيق المصلحة بواسطة استخدام بعض الاساليب، واحيانا الخداع والمناورة، للوصول الى الغايات المنشودة، فيما الثاني يتسم بالخوض في غمار المعركة بشكل هجومي، انطلاقا من مبدأ ”خير وسيلة للدفاع الهجوم“، بيد ان المجازفة تحمل معها الكثير من المخاطر، نظرا لانخفاض نسبة النجاح، والفوز في نهاية النزال.

التكتيك يمثل الخيار المناسب، بالنسبة لفريق واسع من البشر، باعتباره العنصر الاكثر قدرة على تحقيق النجاح، وتفادي ارتكاب الاخطاء الكارثية، مما يستدعي انتهاج سياسة الخطوة - خطوة، وعدم الاستعجال او القفز على المراحل، لاسيما وان الطبخة على نار هادئة، افضل من السرعة، في اتخاذ القرارات الارتجالية، وبالتالي فان أنصار التكتيك يعتمدون على التجارب الناجحة، ويحاولون الابتعاد عن الممارسات الفاشلة، خصوصا وان القرارات المصيرية تتطلب الكثير من التريث، وعدم الاستعجال.

فريق المجازفة ينطلق من مبدأ عنصر المفاجأة، وتوجيه الضربة الخاطفة، باعتبارها الوسيلة القادرة على تحقيق النصر، في غضون فترة وجيزة، لاسيما وان اتاحة الفرصة للمنافس لالتقاط الانفاس، يحرم الجميع من الحصول على المكاسب، وبالتالي فان المجازفة تمثل الخيار الاكثر قدرة، على نيل الانتصارات، وتقليل الخسائر، انطلاقا من قاعدة ”فاز باللذات من كان جسورا“، مما يستدعي تقوية القلب وعدم الخوف، من اتخاذ خطوات جريئة على الاطلاق، لاسيما وان الطرف المنافس سيضطر لتقديم للتنازلات، بمجرد توجيه ضربة قوية، فالمجازفة تشكل العنصر الاكثر قدرة، على توجيه الضربات الموجعة، مما يعني الحصول على المكاسب السريعة، خلال فترة وجيزة.

الفريقان يمتلكان المبررات اللازمة، لاعتماد الاليات المناسبة للتعاطي مع المنافس، لاسيما وان الظروف الزمانية والمكانية تلعب دورا محوريا، في انتهاج احد الخيارات المتاحة، وبالتالي فان تغليب خيار على اخر مرهون بالقراءات الموضوعية للأحداث، وتوافر العناصر القادرة على ادارة الصراع بالطريقة الاحترافية، بمعنى اخر، فان تحديد وصفة موحدة خطأ فادح، لاسيما وان المراحل الزمنية والبيئات الاجتماعية، تفرض مسارات محددة، مما يستدعي انتهاج المرونة، وعدم التعصب تجاه الية محددة، لاسيما وان مسارات الاحداث تشكل لاعبا اساسيا في انتهاج احد الخيارات.

التعصب للرأي لا يخدم مسار الاحداث على الاطلاق، فالخيار المناسب للمرحل الحالية، لا يصلح مطلقا للفترة السابقة او القادمة، نظرا لاختلاف الاحداث والاشخاص، فضلا عن تباين التفكير واختيار الطريقة المناسبة، للتعاطي مع القضايا القائمة، وبالتالي فان التكتيك يمثل خيارا استراتيجيا في مرحلة زمنية، نظرا لوجود عوامل قاهرة، وكذلك امتلاك عناصر قادرة، على اداء الدور بشكل احترافي، مما يسهم في تحقيق الاهداف المرسومة، والخروج من الصراع بمكاسب عديدة، بيد ان المجازفة تمثل الخيار المناسب في مرحلة زمنية، نظرا لاختلاف الاحداث، ووجود بيئة مثالية، لانتهاج هذه الطريقة في ادارة النزال، خصوصا وان وجود عناصر قادرة الاختيار المناسب لتوجيه الضربة القوية، يشكل احد الاسباب الاساسية لاعتماد المجازفة، كأسلوب في ادارة الصراع مع الطرف المقابل.

لا يخفى ان التكتيك يحمل في طياته بعض المخاطر، وكذلك الامر بالمناسبة للمجازفة، خصوصا في حال خرج عن السيطرة، او لم يستخدم بالطريقة الاحترافية، مما يعطي الطرف المقابل للاستفادة من الاخطاء، لتسخير الثغرات لتعظيم المكاسب على الارض، الامر الذي يستدعي دراسة الخيارات بدقة متناهية، لتفويت الفرصة على الطرف المقابل، والاستحواذ على المكاسب، والخروج من الصراع بانتصار حقيقي.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
خادم الزهراء
[ جزية تاروت ]: 10 / 6 / 2019م - 10:18 ص
إعويس إتكل على إنويس وضاعة البقرة (قصه قصيره)التلميذ العبقري()كان تلميذ ليس فقير ولا غني ولاكنه يعشق الفقراء ويحب الجلوس معهم ويدافع عنهم عندما يريد احد ان يهينهم او يعتدي عليهم حتى انه في يوم من الأيام كره الدراسة لانه وجد مدير المدرسه والمدرسين لا يحترمون الفقراء ودائماً يعاملونهم كانهم(...)العقير وهو يعلم بان رسول الله قال لا(......)عندها قام التلميذ يبحث في التاريخ وفي بطون الكتب في الغنى والفقر فوجد آيات واحاديث كثيره تتكلم في مجال الغنى والفقر فقرر ان يكون فقير ولاكن كما قال الله تعال وتحسبهم أغنياء من التعفف()
كاتب صحفي