آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 6:21 م

الطاووس يختال بيننا

الدكتور نادر الخاطر *

من الحالات السلبية التي تعتري النفوس، الزهو بالنفس. حالة تتلبس الشخص بعد أن يكون قد مارس حب النفس بدرجة تصل إلى ”النرجسية“ حيث البعض يعلي من قيمته على حساب تقزيم صورة الآخر.

مما يؤثر في المثلوجيا القديمة أن ”نرجسية“ تنسب إلى شاب حاز جملا فائقا فاغتر في عشق جماله، حتى بلغ به الأمر أنه حين بصر بانعكاس صورته في الماء، تلبسه الغرور وظن أنه آية جمال لا تضارع، فلم يفارق بركة الماء إلى أن قتله الغرور ومات وهوينظر إلى جماله الخارجي فنبتت نوع من الزهور في هذا المكان أُطلق عليه زهرة النرجس نسبة الى اسمه.

هذه القصة مجرد اسطورة يونانية ربما لا صحة لها، فهناك كثير من القصص وكلها تجري وتُصَب في نفس النهر لدعم الإثارة والتشويق لكن نبرمج القصة إلى معنى النرجسية حب الذات أو عشقها لا شعورياً.

السبب الرئيسي في ”النرجسيين“ هو وصول خيالهم إلى الافتتان بذاتهم الى درجة الجنون والتوهم بأنه لايوجد عندهم ضعف فالنرجسي يعتقد وصوله إلى الكمال.

علاج النرجسية يكون بحضور مجالس الذكر ومنع النفس بعدم ضرر الآخرين ومشاركة الناس في مشروع خيري وقتل العناصر الرئيسية للنرجسية بالتواضع وعدم الكبر ونبذ التعالي على الناس.

الإنسان الطاووس والنرجسي تجده في كثير من المجالات الحياتية، لا يتوقف على الجمال الخلقي فتجده مزهوا بصورته في مناحي أخرى، في غالب الأحيان يسقط هولاء في برك التجارب سريعا، ولا تنمو على مكان سقوطهم سوى ازهار له عطر الدروس الملهمة. ونحن نعبر الطرقات التي ظلت شاهدا على نرجيستهم، علينا أن نقطف زهرة للعبرة.