آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 6:17 م

كتاب التغيرات الكبرى «Massive changes» وحسن استثمار الرياديون لها

المهندس أمير الصالح *

قبل عدة أشهر، تسامرات في الحديث مع صديق من دولة غربية اسمه آدم تعرفت على السيد آدم منذ سنين في احد رحلات انتداب العمل في احد مدن القارة الامريكية. السيد آدم متمرس في الاعمال البنكية وعمل في نطاقات جغرافية متعددة من العالم ولديه اتصالات متعددة في نطاق البنوك والاستثمار على نطاق دولي؛ وتناولنا في اطراف الحديث اخبار اسواق العمل والفرص على ضوء التوجهات العالمية الحالية لمرحلة تطبيقات الذكاء الصناعي، وانعكاس ذلك على سوق العمل والبطالة. وقد تناول الزميل آدم اخر قراءاته وهوكتاب بعنوان Massive changes وترجمة العنوان هي التغيرات الكبرى.

وقال مافحواه بان الكاتب متفائل ويرى ان الانسان سيعيش ما يشابه مرحلة الجنه الموعودة لان جيوش من الروبوتات متعددة الوظائف سيقومون بخدمة بني البشر في كل المجالات. استطال بنا الحديث حتى تعرضنا لمفهوم السيطرة والتحكم وتدوير ايقاع البرامج المتعلقة لتشغيل تلكم الجيوش من الروبوتات على مستوى الارض. واختلفنا في تشخيص المستفيد هل هو الانسان بجميع الوانه واطيافة وايدلوجياته ام الانسان ذو لون البشرة المسيطرة تاريخبا.

بعد انتهاء الحديث وانصرافي نحو الفندق، قفزت بي ذاكرتي لتاريخ عام 1990 واستذكرت قراءاتي واطلاعي بما يجري في مدينة Shenzen الصينية وكانت بمنزلة الخزان البشري لـ المعجزة الاقتصادية «الدجاجة التي تبيض ذهبا» حينذاك جزيرة هونغ كونغ. وقد وقفت على معالم النظرة المستقبلية البائسة في وجوه ابناء تلكم المقاطعة يومذاك لاسيما بعد الترقب والوجل من مرحلة رجوع هونغ كونغ الى حضن الدولة الصينية الشيوعية المركزية عام 2000 كما اتذكر. وكنت عام 1991 في زيارة سياحية لمدينة هونج كونج بمرافقة صديق لي اسمه سمير زين الدين. دارت السنون ولاحظت التغيرات الاقتصادية في الصين حتى اضحت مدينة شينزين الصينية في منتصف العقد الاول في القرن الواحد والعشرين الى مركز الصناعات الالكترونية وتجميع اجهزة التلفاز.

ومنذ بضع اعوام فائتة اصبحت مدينة شينزين هي وادي السيليكون الصيني بقرار من الحكومة المركزية؛ ومن عرف هذا المنطقة سابقا سينصدم لحجم التطور العمراني والاقتصادي والاجتماعي الواقع بها. باختصار هي المدينة الحام لمعظم بل لكل الشباب الصيني الطموح في الصين. من جهة اخرى كل من عرف المدينة سابقا وشاهدها حاليا *سيتحسر على ضياع فرص من فرص عمره لعدم الاستثمار او القفز الى القوارب الناجحة في عالم الصناعات العصرية وتصيد الفرص الاقتصادية في تلكم الارض*. حديثا اصدرت قناة bloomeberg المتخصصة في عاام الاقتصاد برنامج عن مدينة شينزين الصينبة والتطبيفات الصناعية الذكية في سوق العمل الصادرة منها هناك. على لسان معد البرنامج المذكور فان مصنع كامل لانتاج هواتف ذكبة يعمل فيه على المكائن موظف/ة واحدة فقط.

في عالم التقلبات الاقتصادية ونتبجة لبروز نجم الذكاء الصناعي، صدر حديثا تقرير اخباري صادم يقدر فقدان تقريبا 50 مليون وظيفة من ايدي البشر لصالح الآلة على مدى السنوات القادمة كما ورد على لسان مذيع قناة ال bbc الاخبارية الناطقة ب اللغة الانجليزبة.

هناك تقارير صحفية تقول بان هناك وظائف جديدة كثيرة ستُخلق مصاحبة لذاك البزوغ للمارد الصناعي الجديد وهناك تقارير اخبارية معاكسة تقول بان الآلة ذات التطبيقات الصناعية الذكية لا اخلاق لها وجشع حصد الثراء لملاكها يجعلهم في وضع وفرض ما يرونه من امور وتقدر الوظائف المخسورة لصالح ال AI بملايين الوظائف. وهنا اتذكر حلقات اذاعية في ال بي بي سي مفادة ان التجربة اختبار للبشرية كافة لم تتضح صورته بعد، للمزيد من الاطلاع والشغف.

نتطلع من شباب مجتمعاتنا من اصحاب الصفات الريادية ان يقتحمون عوالم النجاح والريادة وعدم الاكتفاء بالاطلاع والقراءة وتجميع المعلومات وتمحيصها او المشاكسة في تصادم التقريرات الصحفية.