آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 1:40 م

انهيار موقع أثري يثير المخاوف بشأن ”ديرة تاروت“ التاريخية

جهات الإخبارية مريم آل عبدالعال – تصوير: حبيب سليس - تاروت

جدد انهيار جزء من أحد بيوت ديرة تاروت التاريخي، مطالبة أهالي الجزيرة، الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بترميم ما يعتبر اليوم الحي الأثري الوحيد في محافظة القطيف، حتى لا يتلاشى تدريجياً في ظل الإهمال، متفائلين بانضمامها تحت مظلة وزارة الثقافة.

ويأتي ذلك على ضوء تناقل الأهالي صورة لانهيار جزء من جدران بيت أثري يعود للوجيه المرحوم عبد الواحد الحيدر في الطرف الشمالي الشرقي من حي الديرة التاريخي.

حي ديرة تاروت التاريخيوطالبوا بضرورة إنقاذه من الانهيار الكلي، كما انهار الكثير من البيوت الأثرية في الديرة، في وقت بات يشكل فيه خطراً على المارة والجوار.

ويعود البيت الأثري للوجيه عبد الواحد بن عبد الهادي الحيدر «أبوسعيد»، الذي كان أحد تجار جزيرة تاروت في حينه، ويبلغ عمر البيت ما يقارب 200 سنة أو أكثر بحسب المهتم بتراث جزيرة تاروت محمد آل حماد.

وأضاف بأنه كان لديه محل لبيع المواد الغذائية منفصل عن هذا البيت وفيه مجلسه الذي يرتاده الناس والوجهاء ويكتب لهم مبايعاتهم ووصاياهم ويصلح بين المتخاصمين ويضمن من عليه الدين في حال تعثر عن سداده.

ولفت آل حماد إلى أن ميزة هذا البيت تكمن في كونه يقع في الطرف الشمالي الشرقي لحي الديرة عند بوابة سور الديرة ويطل على بستانين من النخيل؛ الشمالي يسمى البستان والشرقي يسمى ”الدالية“.

وأشار إلى أن فيه مجلس كبير تجتمع فيه نساء الحي فزوجته هي الأخرى من عائلة رفيعة ”العقيلي“ وتقيم مجلساً حسينياً فيه وهو من البيوت التي تعد ذات شأن في ذلك الوقت.

انهيار70 بيت أثري.. والجهود أهلية

حي الديرة هو الحي الأقدم في جزيرة تاروت وأكثر البقع ارتفاعاً في الجزيرة يعود تاريخه إلى عهد الفينيقيين حيث شغله الإنسان لأكثر من خمسة آلاف سنة، فيه البيوت الطينية والحجرية متراصة، ذات أزقة ضيقة، تصل سماكة جدران البيوت إلى 60 سم، حيث هندسها الرجل التاروتي بهذه الطريقة لجعل البيوت معزولة حرارياً.

حي ديرة تاروت التاريخيتبلغ مساحة الحي تقريبا 40 ألف متر مربع، وعدد البيوت القائمة فيه ما بين 100 إلى 130 منزل بعضها ببناء حديث وبعضها بناء تقليدي قديم، غير أن البيوت الأثرية التي انهارت وأصبحت خربة فيقدر عددها 70 بيتاً.

علاوة على أنه لا توجد إحصائية رسمية، في حين أن الاحصائية الموجودة لدى هيئة السياحة غير دقيقة.

وبدورها، قامت جمعية تراث جزيرة تاروت بوضع خطة حصر عدد المنازل في الحي المأهولة وغير المأهولة وكذلك المنهارة وكافة المرافق العامة الموجودة في الحي كالمساجد والحسينيات وغيرها، ولكن إلى الآن لم تُنفذ هذه الخطة.

وتقوم الجمعية حالياً بعملية تنظيف عدد بسيط من المنازل المنهارة تمهيدا لمرحلة الترميم التي تحتاج إمكانيات أكبر وتراخيص عدة، غير أن بعض الأهالي يعملون من وقت لآخر وبشكل فردي بترميم منازلهم التي يملكونها.

حي الديرة مهمل ويفتقر للخدمات

وينقل أحد المهتمين لـ ”جهينة الإخبارية“: ”الحي شبه مهمل ويفتقد لأبسط جهود التأهيل كحي تاريخي بالرغم من أنه مازال مأهولا بالسكان“.

وأضاف: ”يفتقد الحي لسلسلة طويلة من الخدمات تبدأ باعتماده وتسميته رسمياً كحي تاريخي وتفعيل ذلك مرورا بدعمه بالخدمات مثل: الحدائق، كراسي، مجسمات، إنارة وتأهيل للممرات بالحجر الذي يناسب الأحياء التراثية والتاريخية، وضع لوحات إرشادية للزوار وتسمية ممرات الحي وترقيم المنازل“.

حي ديرة تاروت التاريخيوأعرب عن حاجة الحي لوجود مكتب للبلدية وآخر لهيئة السياحة كي تتكامل الجهود للنهوض بالحي التاريخي خدمة للسكان وللعدد المتزايد للزوار الذين يقصدون الحي على مدار العام من المواطنين والمقيمين من مختلف مناطق المملكة.

مرمم: بيوت الديرة ذات قيمة تاريخية وثقافية

من جهته، ذكر مرمم الآثار المعتمد من هيئة السياحة والتراث الوطني حبيب سليس، أن بيوت تاروت الأثرية او التاريخية قد بنيت جدرانها بالحجر البحري وأسقفها بجذوع النخيل وخشب ”الشندل“ ومادة الجص وما يميز هده المواد انها استخلصت من نفس جزيرة تاروت ماعدا خشب ”الشندل“ المستورد.

ووصف أوضاع البيوت الأثرية بحي الديرة ب ”المنهارة“ وتحتاج لترميم من الداخل والخارج وبعضها يسبب خطورة كبيرة على المارة.

وأعرب سليس عن إجماع الأهالي على المطالبة بالمحافظة عليها كونها بيوت ذات تاريخ ولها قيمة كبيرة من الناحية التراثية والثقافية.

ودعا الجهات المختصة في الدولة إلى القيام بترميم هذه البيوت وإدراك احتمالية انهيارها بتدعيمها اولا ومن ثم ترميمها، لافتاً إلى أنه تم اصدار قرار موجه من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى بلدية جزيرة تاروت بأن لا تقوم باتخاذ أي إجراء بحق البيوت التاريخية بمنطقتي الديرة ودارين إلا بعد موافقتها ما يحملها المسؤولية عن هذه البيوت والمحافظة عليها.

وتطلع إلى مضاعفة ”السياحة“ اهتمامها بتطوير حي الديرة وقلعة تاروت كونها أكثر الأماكن زيارة من قبل السياح بالمنطقة فضلاً عن أنها منطقة تفتقر للخدمات مثل دورات المياه وأرضيات وكراسي ولوحات إرشادية وإنارة كافية.