آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

بيع الوهم في مراكز التجميل

عباس سالم

انتشرت صالونات التجميل في المنطقة بعد الإقبال الكبير من الفتيات والسيدات، ليس فقط لتصفيف الشعر أو تجميل الوجه كما هي العادة، بل أضيفت أهداف أخرى لسحب ما تبقى لدى المرأة من أموال.

كل مخلوق يحب الجمال وبالخصوص المرأة التي تعشق الجمال وترغب دائماً في الظهور بأبهى صورة، في الماضي كانت المرأة عندما تبحث عن الجمال تلجأ إلى تزيين مظهرها بلبس ما تملكه من حلي ومجوهرات ذهبية وتزيين شعرها بالورد والريحان، وذلك للحصول على مظهر جميل من دون القيام بعمليات تكبير وتصغير لشفتها، وعمليات شد ونفخ في بعض الأماكن من جسمها.

الكثير من النساء والفتيات اليوم يقعن في وهم الجمال عند دخولهن صالون التجميل، وتأتي إليهن إحدى العاملات لتخبرهن بما هو جديد في عالم الجمال، ثم تبدأ بالشرح على أنواع من الكريمات والتمجيد فيها بأنها رائعة لتنظيف البشرة وتجعلها كالحرير وغيره من الكلام التجاري ألمعسول، وما أن تقتنع المرأة تطلبه منها وتبدأ بوضعه على وجهها لمدة زمنية وكل شيء طبيعي داخل الصالون، وبعد أن تعود إلى منزلها تصاب بحكة خفيفة ومن ثم تزداد مع الوقت إلى أن تتحول إلى التهاب واحمرار شديد في الوجه، وحالة هيجان شديدة في البشرة تنتهي بها إلى زيارة عيادة الأمراض الجلدية في أحد المستشفيات.

في عصرنا الحاضر انتشرت مراكز عمليات التجميل في كل مكان لبيع الوهم للمرأة باسم الجمال، وبعضها تمارس استهتارها بصحة مرتاداتها، وذلك عبر استخدامها لمواد تجميل منتهية الصلاحية، غير مبالية بالأضرار التي سوف تلحق بالزبونات، والكثير من النساء والفتيات لجأن لهذا الوهم، وأصبحت عمليات التجميل تقام سراً لدى بعض الفتيات اللاتي يبدين استعدادهن لدفع أموال طائلة، بحثاً عن الجمال في بعض الدول العربية وحتى الأوربية التي تم استيراد هذا الوهم منها.

عروض الأزياء في المسلسلات التلفزيونية الهابطة في الدراما وفي الأخلاق، التي تبثها لنا مختلف المحطات الفضائية، وتقوم بأدوارها ممثلات مسلمات للأسف هنَّ من نشرن وهم الجمال إلى الكثير من النساء في المجتمعات العربية، حيث إن المرأة في هذه المجتمعات أصبحت لا يهمها ما تعنيه القصة التي يدور حولها هذا المسلسل التلفزيوني أو ذاك، بقدر ما يهمها لباس ومكياج وإكسسوارات الممثلة التي تتغير في كل إطلالة أو دور تقوم فيه.

إن على حواء أن تعلم بأن ما تقوم به في مراكز التجميل هو مجرد أصباغ لتغيير الشكل الخارجي، الذي سوف تزيله النظرات المسمومة من الأجنبي، وإن جوهر جمالها ليس فيه إنما هو في أخلاقها وعفتها وسترها بحجابها وقيمها الدينية، وليس في التقليد والركض في تنفيذ ما تبثه لنا بعض الفضائيات الموجهة لفسخ قيم المرأة وتعريها في مجتمعاتنا العربية، وينظر إلى حجاب المرأة على أنه جوهر عفتها الذي يحجب مفاتنها عن النظرات المسمومة من الأجنبي، وليس على ثقافة الموضة الحديثة التي تترافق مع ترويج تجاري وإعلامي كبير لسحب حجابها.

خلاصة القول هي إن الجمال غريزة فطرية عشقها الإنسان على مر الزمان، وهو حلم كل امرأة لكن تحقيقه بعمليات التجميل محفوف بالمخاطر، خاصة بعد أن وجد الكثيرون أن عيادات التجميل وسيلة سهلة للربح الكثير واستنزاف جيوب النساء، ولتعلم المرأة بأن جمالها في أخلاقها، وعفتها، وسترها بحجابها، وكذل التركيز على الجانب الديني الذي أهملناه كثيراً.