آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 4:24 م

الشاعر الشيخ: طقوس التجلي وولادة المعنى تأتي بالصورة الشعرية

جهات الإخبارية حسين السنونة - الدمام

الشاعر علي الشيخ يطلق عليه الكثير من الشعراء الشاعر الذي نسي نفسه، ويعود ذلك لاهتمامه بالشعراء الشباب وتقديم تجربته الشعرية وتجارب الشعراء في العالم والتوجيه في مسارهم الأدبي بشكل كبير ومكثف، لدرجة أنه ينسى نفسه وإبداعه وكتبه التي تنتظر الطباعة ويمتلك آل الشيخ تجربة متميزة في الأسلوب وتقنيات الكتابة بوضوح وقوة في نصوصه الشعرية، التي لا تنفصل عن تاريخه وبيئته ووجدانه.

لحظة الكتابة

أوضح الشاعر الشيخ أن الكتابة الشعرية تبدأ لحظة تجل وانصهار حين تتنزل فكرة ما في مخاضات اللاوعي واكتناه الذات، وتتراوح مسألة الكتابة بين المثير الخارجي والباعث الداخلي، ولكل مسار جرسه الخاص ولحظته المتفردة.

واضاف فلا تجد شاعرا ليست لديه هاتين الكوتين للبدء بالقصيدة، فبائعة السمك أثارت الجواهري وبلقيس أثارت نزار قباني، وهكذا رغم تجاربهم المختلفة.

الوزن والقافية

وحول الوزن والقافية الشعرية، قال: ربما مَنْ يتجاوز مرحلة الوزن والقافية ويمتلك زمام التفاعيل ويصبح متمرسا في رهافة موسيقى الشعر، لن تشغله مسألة الوقوف على النص ليرمم ما يسقط من فراغات نوتاته المثقوبة على أوتار النص، الذي اشتغل على كتابته.

وقال لكن ما يشغل الشاعر شيء أكبر وأهم في نظري من مسألة الجانب التكنيكي للنص إلى مستوى الاشتغال على رؤية النص والتركيبات البنائية والاستخدامات الأسلوبية وهندسة الفكرة وسبكها الأدائي وهذا عينه ما يشغل الشاعر، الذي يحاول أن ينتج نصا واعيا.

التحكم بالقصيدة

وعن مقدرة التحكيم في مستوى القصيدة، أكد الشيخ أنه في لحظة الكتابة يدخل الشاعر في طقوس التجلي بين مخاض ولادة المعنى واشتهاء نكهة الصورة الشعرية متسربلا بكثافة ذاته التي تتماهى بموضعه، وأجدني في مساقات الكتابة منساقا وراء الفكرة التي تحرضني على الممارسة، ولعل تقاطع الحالتين تتواشج لدي، فربما اكتمال الفكرة ينهي النص وربما امتلاء الحالة الشعورية هي مَنْ تلح عليّ بالتوقف.

النثر والخاطرة

وتحدث عن قصيدة النثر والخاطرة بالقول: إن هناك فرقا بين الخاطرة وما يصطلح عليه قصيدة النثر، فالخاطرة نص نثري لا يتطلب الكثير من الاشتغال اللغوي والرؤيوي في بنيته النصية بخلاف قصيدة النثر، التي تتطلب مهارة أكثر، أهمها أن يُسرب الشاعر ذاته وتجربته داخل النص متكئا على ثقافة متجذرة في محاولة لتجسير التعالق بين الأصالة القديمة والرؤية الحداثية لتفسير الأشياء وفلسفتها، وأجدني مع الكتابة النثرية، التي تحقن ذاتها بمضادات حيوية تعلي من سقف اللغة ولا تجفف أصوليتها.

كبار الشعراء

ورفض اتهام بعض الشعراء بتقليد الكبار منهم، ومن الواضح أن مسألة المحاكاة التي قال بها أرسطو والتقليد، التي نسج عليها اللاحقون، مسألة طبيعية فالمحاكاة مرحلة وعتبة أولى ولكن يجب ألا تستمر مع الشاعر وإنما لتدربه على الكتابة وتشجعه على الصعود، ومن ثم لا بد من استقلاله، وإن كان البعض مقلدا، فهناك الكثير في التجارب المعاصرة استقلت بأسلوبها وأصواتها.

طغيان الغزل

وعن اتهامه بأن نصوصه غزلية بشكل لافت، أوضح الشاعر أن الغزل غرض شعري فطري ولا يوجد شاعر لم يكتب فيه أو لم يجعله مرآة تستفزه لحظة نشوة بريئة وعاطفة مشبوبة، وحتى الآن لم يصدر لي سوى ديوان واحد في الغزل.. وأعكف على إعداد الثاني للطباعة.