آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

امرأة بمقياس رجل

وسيمة عبيدي * صحيفة اليوم

قديما ولعصور مضت كان الرجل هو المسؤول عن السعي للُقمة العيش، حيث كان يخرج من الكهف للصيد ثُم أصبح يخرج للعمل،

أما المرأة فكانت تبقى في المنزل مع الأطفال لتهتم بهم وتحميهم وتقوم بأعمال المنزل وبقي الحال على ذلك حتى وقت قريب، ولذلك وبسبب أسبَقية خروج الرجل لسُوق العمل فقد صمَمَهُ ليُناسِب احتياجاته كرجل، وعندما خَرجَت المرأة بعده وجدت أن بيئة العمل لا تتناسب واحتياجاتها، فكانت ردة فِعلها إما أن تُحاول التأقلم مع مقاييس لا تناسبها كي لا يُقلَل من شأنها مُقارنة بالرجل، أو أن تُطالِب ببعض التغيير. وكثيرا ما تُواجه مَطَالِب المرأة بالرفض أو التصغير، ويَرجع ذلك لأسباب اجتماعية، ثقافية ودينية إضافة لطبيعة الرجل التنافسية!

وإذ كُنا نرى فروقا واختِلافات بين بني الجنس الواحد، فكيف بجنسين! فبالرغم من تساوي قُدرة وكفاءة المرأة والرجل إلا أن المرأة خُلقت مختلفة عن الرجل بيولوجيا وسيكولوجيا والسبب هو كونها هي المُوكلة من الله بتكوين وحَمل الحياة داخلها ثم إنجابها لهذه الأرض لتستمر البشرية. الاختلاف هنا ليس بمعنى الأحسن والأسوأ إنما اختلاف أوجدهُ الإله لضَمَان استمرارية الحياة.

في الألعاب الرياضية مثل المُصارعة والمُلاكمة، دائما ما يَتبارز اثنان مِن نفس الفئة الوزنية كوزن الريشة أو الوزن الثقيل لتحقيق المساواة. تعتبر مساواة الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات العامة شيئا مهما وأساسيا لكن الصواب في خلقِ فُرص وبيئة عمل تناسب احتياجات كل مِنهما هو مِن أهم المبادئ، التي يرتكزُ عليها أي مجتمعٍ سليم وصحي يسعى للتطور والرقي. إذن مِن المساواة أن يَحصُل الرجُل والمرأة على نفس الحقوق مِن ناحية الفُرص الوظيفية، الرواتب، المُكافآت مُقابل الأداء، والتمكين بغض النظر عن الجنس بتوفير جميع السُبل، التي تضمن أن يؤدي كُل منهما دوره الوظيفي بفعالية، وخلق منظومة مُتكاملة تُراعىَ فيها الوظائف الأساسية، التي من أجلها خُلق الرجل والمرأة أصلا.

من الأسئِلة التي تُطرح على المُتقدمات للحصول على وظيفة هي إن كانت مُتزوجة أم لا؟ كم طفلا لديها؟ وما أعمارهم؟ وهل تنوي إنجاب المزيد؟ هل سيكون لديها مانع من البقاء بضع ساعات بعد انتهاء الدوام؟! وذلك يُوضح الضغط، الذي تتعرض له المرأة في سوق العمل ومحاولة إجبارها على تناسي دورها الكوني كزوجة وأم وتجاهُل مسؤولياتها الأساسية فقط كي تتساوى مع الرجل في الفرص.

من بعض التحديات، التي تواجه المرأة في سوق العمل هي صعوبة إيجاد وظيفة أو حصولها على تقييم أدائي سيئ وحرمانها من الترقية أو حتى إقالتها إذا كانت موظفة لمجرد أنها قررت أن تُمارس أُمومتها. وتلك العُقوبات لا تكتب للأسف صراحة لكِنها تُقال شفهيا، وبإمكان استفتاء بسيط يستهدف الموظفات إثبات أن البعض قد تعرض لمثل تِلك العقوبات بشكل أو بآخر.

دعم وتمكين المرأة لا يتم بتعليمها وتوظيفها فقط لكن بسن وتطبيق القوانين، التي تحمي دورها كأم ومربية، بحمايتها من أي تجاوزات نفسية أو جسدية، بتوفير جميع سبل النجاح لها وباحترام الوظائف الحيوية، التي وكلت لها من الله مثل وظيفة الحمل والرضاعة، التي لا يستطيع الرجل القيام بها بأي حال من الأحوال.