آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

المرأة والطوفان الذي أغرق «الزهراني»

رائدة السبع * صحيفة الرأي السعودي

هل تبحث عن الشهرة؟ ضع كلمة امرأة في مقالة أو تغريدة، وستحصل على آلاف المشاهدات.

أصبحت المرأة حديث من لا حديث وعمل من لا عمل له، أن تكتب عن قضايا المرأة أو تبذل جهدك في الذود عنها، هذا بحد ذاته جهد تشكر عليه سيدي الكريم، أما أن تكون المرأة قضية من لا قضية له، هنا نقول لك بكل اعتزاز: توقف.

قرأت مقالة للكاتب أحمد عجب الزهراني في صحيفة عكاظ بعنوان «طوفان الطلاق»، صور «الزهراني» فيه النساء بعد تمكينهن بالمستأسدات - و«استأسد» في اللغة: صار الرجل كالأسد جرأة وشجاعة، أو استأسد في مقاومة العدو أو استأسد على الخصم - وهذا وصف لا يليق بعلاقة مقدسة كمؤسسة الزواج لأنها تقوم على الدعم والاحترام المستمر بين الشركاء، وهنا أقصد الدعم الذي يقدمه الزوج بعدم وقوفه في طريق شريكته، وهذا أفضل أشكال الدعم وأكثرها وعيًا، فنجاحها يعني نجاح حياتهما معًا.

عبّر الكاتب عن الطلاق بالمشكلة التي يتمنى أن يجد لها الحلول، ونسى أن الطلاق قد يكون حلًا لمشاكل عديدة، وما يحدث الآن هو ردة فعل طبيعية لقضايا كانت النساء ضحيتها لعقود طويلة.

اعتراف الكاتب أن ما حصلت عليه المرأة هو حق لها في قوله «من جهتي أرى أن تفشي الطلاق بهذا الشكل يعود لثلاثة أسباب، أولها الحقوق التي حصلت عليها المرأة» … إلى آخر المقالة.

من وجهة نظر كونية، حصولي على حقوقي لا يخل بتوازن الكرة الأرضية، بل على العكس يعيد ذلك التوازن المطلوب، أما الحقوق التي ذكرها من قيادة وعمل والنظر في قضايا المرأة في المحاكم أزعم أنها حسنت من مؤسسة الزواج، لما فيها من سرعة إنجاز إجراءات النزاعات، والحضانة كمثال، لأنه وللأسف مازال بعض الآباء يستخدمون الأطفال ورقة ابتزاز وإكراه وتعسف، للضغط على الطرف الآخر، ونحمد الله - سبحانه وتعالى - على نعمة تلك القرارات والقوانين التي ستنهي مسلسلات الزواج المبني على استغلال حاجات النساء وظروفهن.

ينبغي أن يعيّ الطرفان أن السعادة قرار تتخذه بوعيك وتفهمك وليس القوانين، إلا للتنظيم، ولا شأن لها بكواليس بيوتكم السعيدة، أما مواصفات المرأة التي يريدها «سي السيد» وأن تكون حسب مقاسات تناسبه هو وتلبي رغباته، فقد ولى زمانها.

أخيرًا وبدون تورية أقول: إن تسطيح قضايا المرأة ومناقشتها بهذا التطرف له عدد من الأسباب، أهمها للفت الأنظار وهذه مصيبة في ذكورية الرجل، أو بسبب الاقتناع التام بوجهة النظر تلك، وهذا مصيبة أعظم لما فيها من مغالطات ومعلومات مستمدة من تحليلات «مجالسية» وقراءة هشة تفتقر لمصادر موثوقة ولا تبحث في أصل وأسباب المشاكل الحقيقية.

دامت علاقاتكم مقدسة ليكون ملؤها الحب ويدعمها الاحترام والرعاية والبذل بلا حدود.