آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 2:44 م

قلوبنا في هذا اليوم..!!

الدكتورة زينب إبراهيم الخضيري * صحيفة الرياض

عندما تشرع في قراءة مقالتي هذا اليوم البعض منكم قد يكون حاجاً، أو مكبراً في هذا اليوم الفضيل يوم عرفة، أو يكون منتظراً الإفطار بلهفة بعد يوم طويل من الصيام والتعب في هذا الجو القائظ..!

يا ترى ما الذي يجعلنا نحب هذه الأجواء من الفرائض والسنن والتي لسنا مجبرين على أدائها مثل صيام يوم عرفة؟ في هذا اليوم يقف الحجاج على جبل عرفة، حيث يعد هذا الوقوف من أهم أركان الحج، أتذكر مشاعري عندما حججت لأول مرة كانت مزيجاً بين الفرح والرهبة والخوف من الوقوع في الخطأ حتى لا أفسد حجي، قرأت كثيراً عن الحج، وكيف أتمه بشكل يتناسب مع الجهد المبذول، كنت متحفزة جداً ومتحمسة لأبعد الحدود، كانت تلك الرحلة من أمتع رحلات العبادة، أتت سهلة جميلة وخفيفة وكسبت علاقات كثيرة مع من قابلتهم، أتت في وقت كنت أحتاجها نفسياً، كنت في سباق مع نفسي، ومع كل شيء حولي، وعكس ما قيل لي عن صعوبة الحج، انتهى الحج بيوم عرفة، وبعده العيد وكأنه مشاعر أم وأب يبحثان عن تفاصيل الفرح في ملامح أطفالهما، وكأني أحدثكم عن مراجيح الأطفال، وعذوبة أحلام الصبايا، عن مدينة يسكنها العشاق، عن حلوى القطن التي تتعاظم كلما شعرنا بالفرح، في عيد الأضحى المميز والذي يشبه حلماً استوائياً يمطر السكينة كل سنة، وكأنه شمس تبدد غيوم حياتنا المتراكمة حد الرماد، لنبحث عن السعادة بين أروقة الأعياد وأفراحها المستمرة. لو أننا عشنا لحظات السعادة، ورمينا عكاز التشاؤم ومشينا بدونه، لو أننا أعطينا أنفسنا قيمتها الحقيقية وملأنها بالسكينة، لو أننا نبذنا العنصرية فيما بيننا واستبدلناها بكلمة الحب للجميع. لو وحدنا أهدافنا وتعلمنا المشي قبل الطيران لنبطل صيد القناصة. في يوم العيد: لسنا إلا عشاق الإخلاص فمن يزرع الراحة يحصد الولاء، ومن يزرع الحب سيحصد كل جميل ووفاء.