آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

البيدوفيليا.. بين التشخيص والعقاب

دكتورة لمياء عبدالمحسن البراهيم * صحيفة اليوم

حرص المسؤولون بدعم من قيادتنا الرشيدة على تعديل الأنظمة التي تحد من الإساءة للأطفال ومن ذلك سن قوانين منع التحرش.

يهتم الجانب الأمني بمكافحة الجريمة لكننا من الناحية الطبية والأسرية والاجتماعية نهتم بالوقاية عبر التوعية لمنعها، ولمعالجة أثرها الطبي والنفسي على المعتدى عليه «الضحية» وكذلك أسرته، ولتأهيله مجتمعيا كيلا تحمل رواسب التجربة آثارا سلبية قد تحوله من ضحية إلى جانٍ.

الاضطراب السلوكي في الميول ينتمي لمجموعة اضطرابات عامة - بيدوفيليا -، وقد تكون مجرد رغبات أو تخيلات لم تتحول إلى ممارسة فعلية.

من الصعب تحديد انتشار مشكلة البيدوفيليا في المجتمع بإحصاءات دقيقة لأنها لا تظهر إلا بالتبليغ أو الاكتشاف، لكن تشير التقديرات إلى نسب لا يستهان بها من الحالات التي تعرضت لتحرش أو اعتداء قبل عمر 18 سنة، ولا يفترض أن يكون اعتداء كاملا، قد يكون فقط من خلال المداعبة أو لمس الأماكن الحساسة، وقد تتطور إلى الاعتداء الكامل الذي قد يكون بالعنف.

من الصعب تشخيص البيدوفيليا بدون اعتراف من يعاني منها أو اكتشافه بعد اعتدائه على ضحية فلا يوجد سبب عضوي واضح لها، فهو لا يتعلق بتغير هرموني يمكن قياسه، ولكن وجد أن أكثر من 50% من الحالات التي عرف أصحابها بميولهم المضطربة قد تعرضوا للاعتداءات خلال مرحلة الطفولة.

للأسف ليس من السهل علاج البيدوفيليا فلا يوجد علاج دوائي أو حتى سلوكي محدد يعطى لمنع التخيلات والرغبات الشاذة.

يرفض المجتمع هذه الممارسات وحتى من يمارسها قد يظهر أنه يرفضها لأنه يخجل منها ومن ممارستها، وتضع الدول سياسات وأنظمة قانونية للحد من هذه المشكلة لكن حتى هذه الأساليب لم تنجح بعد. فنسبة المصابين بهذه المشكلة يعودون للإساءة للأطفال مجددا حتى لو تمت معاقبتهم وفق القانون وهذا حتى بالدول التي تشدد العقوبات القانونية على المعتدين على الأطفال.

يحاول البعض الاجتهاد بوصف أدوية وأعشاب، لكنه اتضح أنها تسبب حدوث أعراض جانبية خطيرة.

يحتاج التعامل مع هذا الاضطراب إلى صبر واستمرارية بالعلاج الدوائي والسلوكي والنفسي يسبقها تفهم بأنه اضطراب سلوكي، ويحتمل أن الجاني كان سابقا ضحية.

لذلك نأمل تأمين إمكانيات الوصول لعلاج من يعاني من هذه الانحرافات، وكذلك تقديم الدعم النفسي لمن عانوا من التحرش أو الاعتداء.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
خادم القوم سيدهم
[ جزية تاروت ]: 22 / 8 / 2019م - 9:03 ص
هذا هو الجيل القادم
استشارية طب أسرة
مستشار الجودة وسلامة المرضى
مستشار التخطيط والتميز المؤسسي
كاتبة رأي