آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 2:09 م

لا ضرر ولا ضرار

بدرية حمدان

ها هي الإجازة الصيفية تطوي آخر صفحاتها المقررة لها في فصلها الأخير لتصل إلى نهايتها بنهاية السنة القمرية، بما فيها من أحداث مفرحة عشناها وسعدنا بها وأضافت لنا تغيرات ملموسة في منعطفات حياتنا وأخرى محزنة كانت بمثابة ضربة استفقنا بها من غفلة كنا نعيش فيها وقومت فينا ما اعوج خلال عام كامل ونحن بين شد وجدب، ومواقف جمعتنا بأشخاص وابعدتنا عن أشخاص.

فهي كانت بمثابة استراحة وترتيب أوراق مبعثرة وجمع شتات من أفكار وبلورتها في فكرة واحدة رئيسه نسجت حولها أهداف وامنيات لسنة جديدة مقبلة، انصرم عام مليء بالمتغيرات التي نحتت في ذاكرتنا وغيرت فينا طريقة التفكير وزادتنا خبره وأضافت لنا تجارب جديدة وأصبح تعاملنا مع الأمور مختلف ونظرتنا للأشياء مختلفة، فالأيام مختبر لتجارب عشناها بكل سلبياتها وايجابياتها، فشلنا وتألمنا وفقدنا مقدارا هائلا من الطاقات المخزونة وتوقفت المعدلات الإنتاجية المنبثقة من دواخلنا لابتعادنا عن مصدر الإمداد.

ولكن طاقة النور المختزلة في داخل كلا منا قادرة على إعادة التأهيل مرة أخرى لتحويل الفشل إلى محاولات وخطوات من النجاح تمكننا من الوقوف وعدم الاستسلام، صياغة جديدة لإنسان يتكيف مع مجرى متغيرات الحياة ليعمل منها قوالب مناسبة لأحلامه وامنياته في حدود المعقولية من غير ضررٍ ولا ضرار، ومبدأ عدم التجاوز ويكون بمثابة الوقاية من الاصابة من أي داء محتمل الإصابة به.

فكثير من التغيرات المستحدثة ممكن أن تكون مرضية قاتلة مما يعني الإصابة بالشلل والعجز لعدم القدرة على التكيف معها، بينما البعض منها حميدة بسهولة تتكيف سلوكياتنا معها، مسبب التغير في البداية والنهاية هو الإنسان فهو المسؤول الأول والأخير، فجميع الأشياء المحسوسة تظل على حالتها الطبيعية إذا ما وجدت عاملا مؤثرا عليها،.

فتأثيرات الإنسان على الأشياء تحدث تغيرات فالماء يظل ماءً بطبيعته الفيزيائية وتركيبه الكيميائي نقي مالم تطرأ عليه تغيرات تغير من طبيعته، مثال يوضح أن ما يحدث من تغير في حياتنا وهو نحن قال رسول الله ﷺ: ”نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض من الثلج فسودته خطايا بني آدم“.

وايضا ما جاء في قوله تعالى ”إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ“ الرعد ايه 11.

لذلك يجب أن تكون التغيرات التي نحدثها ملائمة لطبيعة حياتنا وأن تكون لنا لا علينا، تغيرات تبني فينا الإنسان الذي هو خليفة الله في الأرض، لدا لابد أن نكون متجددين في عطاءاتنا وليسوا متشدقين بما فات.