آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 1:31 ص

لجنة تلاحم في جزيرة تاروت

عباس سالم

لجنة تلاحم هي احدى لجان جمعية تاروت الخيرية، تأسست بقرار الجمعية العمومية العادية الحادية والخمسون بتاريخ 12/21/ 1437 هـ وفقاً للمادة الثالثة والأربعون من اللائحة التأسيسية للجمعية.

قد يتعرض الإنسان في المجتمع لمشكلة ما في هذه الحياة، وهذه المشكلة قد تؤدي به إلى السجن أو يفصل من عمله أو يصاب بحالة نفسية فيقل عطاؤه أو قد تؤدي إلى وفاته، وكل ذلك سوف ينعكس على أولاده وعائلته خصوصاً إن لم يكن لهم بديل عنه في العائلة يهتم بهم ويرعاهم لمواصلة مسيرة الحياة.

لجنة تلاحم في جزيرة تاروت شكلت للوقوف مع الأسرة التي سجن من يعيلها، وهذه اللجنة تعمل على تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، وإرشادهم للجهات ذات الصلة التي تخدم قضية رب الأسرة السجين أو المفرج عنه، وهذا له أبعاد إنسانية كبيرة في حياتهم، وينبغي علينا جميعا دعم مثل هذه اللجان بكل قوة مالياً وفكرياً واجتماعياً، لحماية العوائل الذين سجن والدهم وفِي عشية وضحاها أصبحوا غير قادرين على تصريف أمورهم.

الخدمات التي تقدمها لجنة تلاحم لأسرة السجين هي: المساهمة في دفع إيجار المنزل، والمساهمة في دفع تكاليف الخدمات من كهرباء وماء، تقديم مساعدات عينية للأسرة من مواد غدائية وملابس وغيرها، تقديم مساعدات نقدية ورعاية اجتماعية لمن يحتاجها من أفراد الأسرة، والقيام بزيارة السجين وتقديم الدعم المعنوي له والمساهمة في سداد بعض الديون عن النزلاء المعسرين.

القرآن الكريم هو دستور الحياة الذي يرسم حقوق الناس وصيانة كرامتهم، ويرفض خذلان المؤمنين لبعضهم البعض في هذه الحياة، وحياة الإنسان في هذه الدنيا ليست مضمونة بأن تكون بلا همٍ ولا غمٍ ولا نكدٍ، بل أن مسيرة الإنسان فيها مليئة بالمشاكل والهموم، والتي تحتاج إلى الصبر والاستعانة بالله تعالى.

إن العمل التطوعي في المجتمع ممارسة إنسانية وسلوك اجتماعي يمارسه الفرد من تلقاء نفسه وبرغبة منه وإرادة، ولا يريد منه أي مردود مادي ويقوم على اعتبارات أخلاقية أو اجتماعية أو إنسانية، وهو لا يقتصر على المساعدات المادية فقط بل هناك أمور اجتماعية كثيرة تهم الإنسان والإنسانية، كالصحة والتعليم والثقافة.

وفي الختام إن معظم مشاكلنا الاجتماعية بحاجة إلى تغييرات علمية عصرية قادرة على إيجاد حلول واقعية لها، وإننا بحاجة إلى عقليات في المجتمع تتقبل التغيير وترفض التعصب، وتساهم في بث المحبة والسلام بين الناس، وهذه مسؤولية الجميع بالمساهمة في نشر ثقافة «تلاحم» في المجتمع.