آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 9:08 م

السيد الخباز: إشغال المجتمع بالخلافات هدر لطاقة الفكر والوقت

جهات الإخبارية إيمان الشايب - القطيف

أكد السيد منير الخباز على إن اشغال المجتمع بالخلافات هدر لطاقة الفكر والوقت، وإشغال للناس عن القضايا ذات الاولوية وذات المساس والارتباط بالنهوض بمستواهم الحضاري والديني والثقافي.

وأشار إلى أن ذلك من ضمن سمات المجتمع الرشيد الذي يركز على انسجامه ووحدته وتواصل أطرافه وأبنائه.

وجاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها تحت عنوان «الروح الوحدوية في الشخصية المحمدية».

وتحدث عن دعوة المرجعية العليا في النجف الاشرف المؤمنين بالارتفاع عن الخلافات الدينية في الاصول ولا ضروريات المذهب، مؤكدا على أنه لا معنى في الخلاف بتفاصيل بعض الأمور في الشعائر وتفاصيل بعض المقامات والرجعة.

وبين الخصائص التي تفرق وتميز المجتمع الرشيد عن غيره، لافتًا إلى أن المجتمع الذي يستثمر طاقاته المادية والبشرية في النهوض للمستوى الحضاري هو مجتمع رشيد.

وقال بأنه إذا استطاع أصحاب رؤوس الأموال أن ينشئوا مشاريع اقتصادية تنهض بالمستوى الاقتصادي للمجتمع فهو مجتمع رشيد، ويكون كذلك حينما يوظف طاقات ابنائه العلمية والادبية والفنية والمهنية في النهوض بمستوى المجتمع للوجه الاكمل.

ولفت إلى أن المجتمع الرشيد هو الذي يعنى بالقيم الدينية ويحافظ على مثله السماوية فهي جزء من هوية الانسان حيث ينص على ذلك بعض علماء الاجتماع والمجتمع.

وتابع بأنه هو الذي يحافظ على وحدة الجسم الاجتماعي فلا ينشغل بالخلافات ولا بالمهاترات ولا الجدل العقيم ويتوجه للقضايا ذات الأولوية وينشغل عن الهامشية والجانبية فإذا امتلك المجتمع أفق أوسع ورؤية ناضجة تراه ينشغل بالقضايا الاولى بتربية الابناء وكيفية النهوض والعلو.

ونوه إلى أن المجتمع يكون رشيدا حينما يحسن إدارة شؤونه.

وتطرق في الحديث عن خطر الفتنة في القرآن الكريم، مؤكدا على ضرورة أن يركز المجتمع الرشيد على كيفية الوقاية من خطر الفتن.

وأشار إلى مصاديق الفتنة الأربعة والمتمثلة في الفتنة الفكرية والتي تعني اضطراب الافكار وتشويشها وعرقلة التفكير الصحيح، والفتنة المادية والتي يقصد بها الخروج عن تعاليم السماء الاقتصادية والتربوية وتسبب الفقر والتخلف الثقافي والتناحر، والفتنة الروحية والمتمثلة في الامتحان والابتلاء ليُرى مدى الصبر والإرادة، إلى جانب الفتنة الاجتماعية وهي عبارة عن الاختلاف بين الناس وتقود للتناحر وهتك الكرامات والاعتداء على الحرمات.

وذكر بأن المجتمع الرشيد هو الحريص على درء الفتن الاجتماعية والحريص على أن لا تلامس الفتن واقع جسمه حتى لا تبدد أوصاله وتقطع ارتباطاته.

وانتقل للحديث عن المحور الثالث في المحاضرة والذي يتمثل في قيادة الرسول الأعظم ﷺ للمجتمع الاسلامي على مبدأ الوحدة والترابط التي تتمثل في الروح الوحدوية والابوية التي تجسدت في شخصيته.

وأسهب في الحديث حول شبهة الاغتيالات الخمسة التي تحدث عنها من مجموعة من الباحثين المسيحيين والمستشرقين والتي تصدى إليها النبي والتي لا تنسجم مع روح الرحمة والعدالة والتي حدثت في المدينة وقتل فيها أشخاص.

واشتملت الشبهات الحديث عن قتل أبي عكف أحد رجالات اليهود، والعصماء بنت مروان وكعب بن الأشرف وأبو رافع، وأبو سنينة.

وأوضح قصص الحوادث وما آل إليه قتلهم آنذاك، مشيرا إلى المنطلقات التي استند اليها النبي ﷺ في ابادة كعب بن الاشرف والقضاء عليه.

ولفت إلى أن المنطلقات تشير إلى أن الاخلال بالسلم الأهلي جريمة لأن المجتمع العقلائي بدوله وقوانينه الدولية اتفق على ان استقرار الحياة الاجتماعية هدف لا محيص عنه وضرورة لا بديل عنها.

وبين ما تنص عليه من ضرورة لاستقرار الحياة الاجتماعية ونبذ خطاب التحريض على العنف والكراهية فاستراتيجية الامم المتحدة 2006 اتفق عليها دول العالم تنص على ادانة الارهاب بكل اشكاله والوانه وتنص على ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة والعاجلة ازاء الارهاب وضرورة التعزيز على الحوار والتفاهم والتناسق بين الثقافات والاديان والشعوب والحضارات وتعزيز الاحترام المتبادل بين الاديان والقيم والمعتقدات الدينية.

وأضاف بأن أي خطاب واي نشاط وعمل يكون مخلا بالاحترام المتبادل يعتبر ارهاب مدان.

وتطرق إلى الشاهد الثاني المتمثل في دراسة كتبها أحد القانونيين التايلانديين والذي يدرس في وثيقة اتفقت عليها دول آسيا والمحيط الهادي والتي تنص على تجريم كل دعاية من شخص أو جهة تحرض على الكراهية والعنف الديني او العرقي او القومي فبعض الدول مثل الصين ترى العقوبة من 4 - 12 سنة سجن.

وقال بأن الشاهد الثالث الدكتور ياسر محمد اللمعي استاذ كلية الحقوق بجامعة طنطا بمصر يذكر في كتاب حول الكراهية ان الولايات المتحدة ترى ان كل خطاب يحرض على الفتنة مساوي للإرهاب من حيث الادانة والعقوبة وقد تصل لعشرين سنة سجنا.

وتابع «أمام قيم وقوانين عقلائية ترى ان أي عمل يدعو للكراهية والعنف فهو عمل مدان ومجرم فكيف بجماعة يتصدون لتحريض اهل المدينة على شق العصا وقتل الرسول والتعاقد مع قريش واهل مكة على حرب رسول الله وابادته واضح بأنه من أوضح مصادير التحريض على الكراهية والعنف القومي».

وبين المنطلق الثاني الذي يدل على نقض العهد حيث أن النبي ما امر بقتله الا بنقض المعاهدة فالنبي لديه قيادة محنكة فحينما دخل المدينة اجرى معاهدة بين المسلمين واليهود والمسيحيين والاوس والخزرج والانصار والمهاجرين وكان هنالك مؤتمر الأديان المعاهدة فهم أخلوا بهذا العهد.

واختتم بالمنطلق الثالث الذي يتمثل في اعاقة القيادة الحكيمة النبوية عن القيام بمشروع الوحدة فالنبي يمتلك الروح الوحدوية الابوية وهي من صفات القيادة الناجحة التي تحتضن وتستوعب وتحتوي الجميع مهما اختلفوا وتباينوا وتشمل الكل بحنانها وابوتها ورعايتها.

ونوه إلى أن المتكأ الاخير الذي اتكأ عليه الرسول الاساءة للمقدسات والرموز المقدسة فاليوم المجتمع الدولي يدين ويجرم الاساءة للمقدسات الدينية المختلفة ويعتبر ذلك جريمة، والنقطة في مجملها تخدمنا في قرار النبي ادانة الاعتداء على الرموز المقدسة وهؤلاء اعتدوا على اكثر رمز مقدس لدى المجتمع المدني وهو النبي محمد ﷺ.

ولفت إلى أنه لم يكن نبيا بل شعارا يرفع على المآذن والصلاة والعقود والايقاعات، وتحول الى رمز يمثل دولة وتيار ومد كبير، فالاعتداء عليه اعتداء على اكبر رمز آنذاك، ومجموعها كافية لقرار القتل وعقوبة القتل.