آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 11:56 م

الشيخ اليوسف يدعو إلى نشر ثقافة التسامح واحترام حق المختلف

جهات الإخبارية

أكد الشيخ عبدالله اليوسف على الحاجة للتسامح كمطلب ديني وضرورة اجتماعية؛ فالمنهج الديني يؤكد عليه والواقع الاجتماعي يفرضه.

وقال إن حقائق التنوع الفكري والثقافي والاجتماعي، والتعدد الديني والمذهبي، وتغاير التوجهات والنظريات والأفكار يدعونا إلى انتهاج نهج التسامح.

وأوضح أنه لا يمكن أن نعيش في سلام وأمن وأمان وألفة وانسجام إلا بالتحلي بمبادئ وقيم وأخلاقيات التسامح، وإن الاختلاف يجب أن لا يمنعنا من التعايش والتواصل والتعاون والتكامل والاحترام.

وذكر في محاضرة ألقاها في حسينية الحجة بمدينة القطيف في محرم بأن فضيلة التسامح من الفضائل الأخلاقية الكبرى التي دعا إليها الإسلام وحثّ أتباعه إلى التحلي بقيم ومبادئ وأخلاقيات التسامح في جميع صوره وأشكاله.

وعبّر سماحته بأن التسامح هو مزيج ما بين الفكر والأخلاق، فتاره يتم التركيز على التسامح من زاوية أخلاقية، وتعني تطبيق مفاهيم ومعاني التسامح الأخلاقي في التعامل والسلوك مع الآخرين.

وقال أما مفهوم التسامح من الزاوية الفكرية فهي التعامل مع نظريات وأفكار وآراء الناس على صعيد النظر والفكر.

وشدد اليوسف على فضيلة التسامح كركيزة أساسية يدعو إليها الدين الإسلامي مستدلاً علي ذلك بقوله تعالى: ﴿وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ، بالإضافة إلى الأحاديث والروايات الكثيرة التي تشير إلى أهمية وضرورة التسامح مع المخطئين والمسيئين.

وتطرق إلى مستويات التسامح انطلاقاً من الآية المباركة، فالمستوى الأول هو العفو وهو ترك العقاب تجاه المخطئ والمسيء بحقك.

وتابع أما المستوى الثاني للتسامح فهو الصفح ويعني ترك العقاب مع عدم اللوم والتوبيخ والذم تجاه الإنسان المخطئ.

ومضى يقول أن المستوى الثالث للتسامح فهو الغفران وهو يعني ترك العقاب مع عدم اللوم والتوبيخ وعلاوة على ذلك محو أخطاء الآخرين من الذاكرة.

وقال وهذا أفضل مستويات التسامح وأعلاها. فإذا كان الله تبارك وتعالى بجلاله وعظمته يغفر للمذنبين والمخطئين والمسيئين من عباده، أليس من الأولى لنا أن نعفو عن المخطئ ونصفح عنه ونغفر له زلاته.

وتحدث اليوسف في محوره الثاني عن معنى التسامح لغة بصورة مختصرة ويعني التساهل، فضلاً عن المعاني الأخرى وهي الكرم والجود والعطاء.

وأشار إلى أنه في الاصطلاح فتوجد تعاريف متعددة، ولكن يمكن القول بصورة مختصرة أنه: السماح للآخر في حق الاختلاف واحترام المختلف وقبول ما يترتب عليه من نتائج، فعندما نقر بمبدأ التسامح فإننا نقر بحق الآخرين في الاختلاف وحقهم في الحياة بنحو مختلف عن الذات.

الجدير بالذكر أن الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف قد نشر مؤخراً مؤلفاً بعنوان «الإمام الحسين ونهج التسامح» الطبعة الأولى 1440 هـ - 2018م، وعدد صفحاته 216 صفحة من الحجم الكبير، وقد صدر عن «مركز العميد الدولي للبحوث والدراسات» التابع للعتبة العباسية المقدسة في كربلاء المقدسة بالعراق، وهو الإصدار الثالث والستون من كتبه المتنوعة في علوم ومعارف أهل البيت .