مأتمٌ حسيني غير اعتيادي في القطيف.. ماهو؟
لم يكن مجلساً حسينياً اعتيادياً أو مأتماً ينعى فيه الإمام الحسين وأهل البيت فحسب، بل كان مجلساً جامعا ً لمختلف المحافل الدينية والأدبية قبل 100 عام.
”حسينية العوامي“ الواقعة في أحد أعرق أحياء وسط محافظة القطيف شرق المملكة العربية السعودية وهو حي القلعة التي نسبت إلى آل العوامي القطيفيين؛ الذين توالوا على خدمتها منذ أن أسسها المقدس الحجة السيد ماجد العوامي القطيفي في سبعينيات القرن الماضي هي أعرق المآتم الحسينية بالقطيف التي انبرت لخدمة المنبر الحسيني بلا منازع.
هذا المأتم الذي انطلق منه كبار خطباء المنبر القطيفي في بداياتهم، ضمَّ أول مدرسة لتعليم البنات في القطيف بعد أن حصل وجهاء القطيف على ترخيص من الجهات الرسمية لمدرسة، ودرس فيها سبع طالبات فقط.
كانت الحسينية مقر لاجتماع العلماء لتحديد الأهلة ودخول الاشهر للمناسبات الهامة، ومحفلا للاجتماعات الأدبية المختلفة، وحفلات زفاف الوجهاء سيما المصحوبة منها بإقامة محافل أدبية.
ضمت هذه الحسينية داراً لتغسيل الموتى من الوجهاء بينهم الراحل الفقيه الحجة الشيخ فرج العمران القطيفي المتوفى عام 1397هـ ، وغيره.
من أبرز الخطباء الذين اعتلوا منبرها هم الشيخ محمد صالح البريكي والشيخ ميرزا حسين البريكي الذي يعد من أشهر خطباء القطيف في زمانه، وارتقى منبرها لسنوات طويلة.
وبدأ فيها الشيخ سعيد أبو المكارم مشواره الخطابي الحسيني.
وارتقى منبرها العديد من المشايخ والقراء بينهم الملا باقر المدن - رحمه الله - كان يرتقي منبرها في عاشوراء لسنوات طويلة.
والشيخ صادق المرهون، الشيخ محمد حسن المرهون، الملا علي الطويل، السيد منير الخباز والشيخ حسن الصفار، الملا عبد الرسول البصارى، الشيخ فوزي آل سيف.
واستقبل ”مأتم العوامي“ القراء من العراق وخارج المملكة منهم السيد حسين الشامي الذي توافد على مجلسه الكثير من المستمعين من القطيف وخارجها، السيد حسن القبنجي والسيد مرتضى القزويني وتعد هي الأولى في ذلك.
واستقبلت الحسينية سفير الأردن عند زيارته للقطيف في أيام عاشوراء أثناء تواجده في المملكة.
قام على العناية بها الحجة السيد ماجد العوامي وابن أخيه السيد محمد العوامي - رحمهم الله - لأكثر من 40 عام، بعد وفاته تولى القيمومة السيد محسن العوامي الذي مازال قائما على خدمتها حتى الآن.