آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 2:22 م

الشيخ الصفار: الحسين ليس مجرد مظلوم نبكي عليه

جهات الإخبارية

_ ويحض على اتخاذ الإمام الحسين قدوة وأسوة عوضا عن البكاء عليه وحسب.

_ ويقول إن الإيمان يجب أن ينعكس على منهجية التفكير عند الإنسان.

_ ويحثّ المصابين بمرض السرطان على محاربته بتصميم وعدم استسلام.

دعا الشيخ حسن الصفار إلى اتخاذ الإمام الحسين قدوة وأسوة في سائر شئون الحياة عوضا عن التزام جانب البكاء عليه وحسب.

جاء ذلك في المحاضرة العاشورائية الختامية التي القاها مساء الإثنين في مجلس المقابي بمدينة القطيف.

وقال الشيخ الصفار ”إن الحسين ليس مجرد مظلوم نبكي عليه، أو مصاب نتألم لمصابه، بل هو أعظم بطل في التاريخ تشكل سيرته مدرسة يجب أن نحياها ونتتلمذ عليها“.

ودعا إلى اتخاذ الإمام الحسين قدوة وأسوة في سائر شئون الحياة ”فهو عَبرة وعِبرة“ عوضا عن التزام جانب البكاء عليه وحسب.

وأضاف بأن الحسين جسّد أعظم تجليات الإيمان وتصرف وفق أعلى درجات المسئولية ”فلم يكن لا أباليا ولم يكن همه تحقيق الرغبات والمصالح الشخصية“.

وتابع بأن الحسين رأى انحرافا خطيرا يحصل في الأمة بتولي يزيد بن معاوية الحكم دون رضا من الأمة ومن دون مؤهلات لهذا الموقع فرفض السكوت على الانحراف وتجنب إعطاءه المشروعية.

وقال سماحته بأن الإيمان الحق ليس مجموعة معتقدات وآراء يعتنقها الإنسان ولا مجرد انتماء اجتماعي ولا انشغالا بأداء العبادات والشعائر الطقوسية فقط.

واستطرد قائلا ”إن الإيمان في حقيقته صياغة مميزة لشخصية الإنسان تتجلى في منهجية تفكيره وحركة مشاعره ومظاهر سلوكه“.

وأمام حشد ملأ قاعات المجلس استعرض الشيخ الصفار جانبا من منهجية القرآن والسيرة النبوية في تبيان حقيقة الإيمان في شخصية الإنسان.

وأورد في السياق مخاطبة القرآن للأعراب عندما ادّعوا الإيمان ”قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ“.

وكذلك الحال مع موقف السيرة النبوية حيال من يمارسون الدين كطقوس عبادية حيث ورد في الحديث ”لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم.. ولكن انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة“.

وقال إن الإيمان يجب أن ينعكس على منهجية التفكير عند الإنسان وذلك بأن يُعمل فكره في جميع ما يدور من حوله وأن يكون العقل مرجعيته في التقدير والحكم على الأمور.

ومضى يقول انه في عصرنا الراهن الذي بات فيه نحو 300 مليون انسان يعانون الاكتئاب والقلق ”هنا تتجلى قيمة الإيمان الذي يجعل المؤمن يعيش حالة من الاطمئنان والاستقرار نفسي“.

وأرجع ذلك إلى إيمان المؤمن بوجود إله قادر خالق رحيم بيده وحده كل شيء وهو الله سبحانه وتعالى الذي يلجأ إليه عند كل ضائقة ثقيلة أو كارثة طبيعية أو حالة وفاة أو مرض وغير ذلك.

وأضاف بأن هذا هو ما يلهم الإنسان المؤمن حالة من الثبات والصمود ويجعله محصنا أمام القلق والاكتئاب.

وأردف بأن ضعف الإيمان أو غيابه يجعل الإنسان عرضة لمختلف الأمراض النفسية، وقد يدفعه للانتحار هربا من تحديات الحياة. مشيرا إلى انتحار نحو 800 ألف شخص سنويا وفق منظمة الصحة العالمية.

طاعون العصر

إلى ذلك حثّ الشيخ الصفار على التحلي بالإيمان والمعنويات الرفيعة في مواجهة الأمراض الخطيرة ومنها مرض السرطان الذي يعاني منه 12 مليون انسان عبر العالم حتى بات يسمى طاعون العصر.

وقال إن هناك سباقا بين مرض السرطان وبين العلم وقد تطورت وسائل الفحص المبكر عن هذا المرض. وتجاوزت نسبة كبيرة من المصابين حدّة المرض أو تعايشت معه نتيجة تقدم وسائل العلم في مكافحته.

وأوضح بأن هذا المرض أصبح تحت السيطرة بنسبة كبيرة.

وحثّ المصابين بمرض السرطان على التصميم على مواجهة المرض وأن لا يتراجعوا ولا يقبلوا بالهزيمة أمامه. وعلى غرار ذلك ينبغي أن يكون المحيطون بالمرضى.

وانتقد الهواجس المبالغ بها عند بعض الأشخاص على نحو تجعلهم يتوهمون الإصابة بالسرطان عند كل وعكة صحية.

وقال سماحته ان مرض السرطان ليس نهاية الحياة، وإنما الحياة والموت بيد الله وحده سواء كان بعلة أو من غير علة.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 3
1
عبدالله
[ القطيف ]: 12 / 9 / 2019م - 9:30 ص
اعتقد ان المؤمنين يعتبرون الإمام الحسين قدوة وما البكاء عليه و المشاركة في الشعائر الحسينية الا دليل على ذلك الاعتقاد وكل حسب طريقته وفهمه
2
ابو عبدالله
[ القطيف ]: 12 / 9 / 2019م - 12:06 م
يعجبني كثيرا مستوى الوعي والثقافة والرقي للشيخ الفاضل حسن . ربي يكثر أمثاله . صدقت فيما ذهبت اليه : ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج .
3
البلورة
[ saihat ]: 12 / 9 / 2019م - 3:06 م
ربي يكثر امثاله
هو الوحيد المقنع على الساحة