آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 2:34 م

الشيخ اليوسف: الإنسان كائن قابل للتغير والتحول والتأثر

جهات الإخبارية

قال الشيخ عبدالله اليوسف بأن الإنسان قابل لتغيير مساره في أي لحظة من حياته والتحول والتأثر والتبدل.

وأضاف في خطبة الجمعة يمكن في أي لحظة من اللحظات الحاسمة أو منعطف من المنعطفات الرئيسة أن يغير الإنسان مساره من اتجاه إلى آخر؛ أو قناعاته ومعتقداته إلى قناعات ومعتقدات جديدة.

وأضاف طبيعة الكائن البشري أنه ليس جامداً، وتؤثر عليه عوامل مختلفة، ولكن اختيار ماهية المسار تخضع لاختياره وإرادته، وهو مسؤول عن هذا الاختيار، وما يترتب عليه من آثار ومفاعيل في الدنيا والآخرة.

وأوضح أن تغيير المسار في حياة الإنسان قد يكون إيجابياً، كأن يغير مساره من الاتجاه السلبي نحو المسار الإيجابي، وقد يكون العكس، ولكن أكثر المسارات تأثيراً وعمقاً في حياة الإنسان هو ما يرتبط بمعتقداته الدينية والفكرية، ومستقبله الأخرى.

وقال يغير الإنسان مساره في آخر حياته من الشقاوة إلى السعادة، فتكون خاتمة أمره خيراً، وقد يغير مساره من السعادة إلى الشقاء فتنتهي حياته بسوء، فتكون عاقبة أمره خُسراً.

وقال: إن من دروس واقعة كربلاء أن تغيير المسار يمكن أن يحدث في آخر لحظات حياة الإنسان، وأن العبرة إنما تكون بالنهايات، فالحر بن يزيد الرياحي كان أول من جعجع بالحسين، ولكنه بعد أن غيّر مساره والتحق بالإمام الحسين أصرّ أن يكون أول شهيد بين يدي الإمام في عاشوراء للتكفير عن ذنبه؛ فحاز على السعادة في خاتمة حياته.

ودعا اليوسف للاستلهام من كربلاء درساً بليغاً بأن نحرص على حسن العاقبة، وسعادة الخاتمة، فقد يبدأ أي إنسان حياته في مسار الإيمان والتدين والخير والصلاح؛ ولكن تكون خاتمته خاتمة سوء، وقد يبدأ حياته في مسار الانحراف والفساد والشر، وتكون خاتمته خاتمة خير وسعادة..

وشدّد على أنه من المهم الانتباه جيداً لاختيار المسار الصحيح، والحرص على عدم تغيير المسار في الاتجاه المنحرف أو الخاطئ، فالأمور بخواتيمها، فقد قال رسول الله ﷺ: «الأُمورُ بتَمامِها، والأعْمالُ بخَواتِمِها».

وأكد على أنه لا يوجد أي ضمان للإنسان أن يبقى على ما هو عليه من قناعات أو معتقدات أو أفكار، فقد يغير مساره لأي سبب كان، وقد يكون هذا التغيير إيجابياً أو سلبياً، نحو السعادة والفوز في الدارين، أو نحو الشقاء والتعاسة في الدنيا والآخرة.

ودعا الإنسان المؤمن أن يفكر في آخرته، وأن يستلهم من كربلاء، وسيرة الإمام الحسين أن يحافظ على إيمانه وتدينه وثباته على المبادئ والقيم والأخلاق؛ وألا يغتر بالدنيا، فإنها تغري وتغر وتضر.

واعتبر أن الاغترار بالدنيا، ومخالطة أهلها، والتأثر بأصحاب الدعوات المنحرفة والملحدة والفاسدة من موجبات سوء العاقبة.

وبين أن التفكير في الآخرة، والإيمان بالمعاد، وقوة الإيمان، وسلامة العقيدة، ومخالطة أهل الصلاح والخير والإيمان، وإعمال العقل من موجبات حسن العاقبة، وسعادة الخاتمة.