آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

ابتهج ولو بلغوا بك ألف كسر..!

الدكتورة زينب إبراهيم الخضيري * صحيفة الرياض

لا يمكن أن تكون على وجه هذه الأرض وتكون سالماً من المشكلات والمصائب والإحباطات والألم، هذه سنة كونية، فالحياة تنجب لنا الكثير من المفاجآت، ولكن هل نستسلم لهذه الزوابع التي تحيط بنا؟ استطالت فكرة في رأسي وداهمتني الكثير من الخيالات السينمائية، وهي كيف نتعامل مع المصائب والمشكلات أو حتى أمزجتنا التي تتمدد وتتحكم بنا أحياناً؟ كيف يمكن لك أن تخرج منتصراً من أي مشكلة أو مصيبة أو حتى مزاج سيئ يمر بك؟ كيف تقذف بغضبك وزعلك خارج جسدك؟ وكيف تتجاوز كلمة سيئة أطلقت عليك كرصاصة لا يمكن استردادها؟ الواقع أنني تعلمت عدم الالتفات إلى الماضي وإخفاقاته وآلامه، أتركه دائماً حتى يصبح جزءاً من التاريخ، وأهرول نحو نفسي ومشاعري أحضنها فقط وأربت عليها، وأتقبل ما حدث..!

نعم التقبل هو أحد المخارج لك من إحباطات الحياة إذا كان ليس لديك حل لها، ساعد نفسك وتعود على تقبل أي نتائج، وضع دائماً سيناريوهات واحتمالات لما قد يحصل لك، فالتعود على المواجهة يكسبك صلابة، ومن خلالها تستطيع أن تتعلم اتخاذ القرار، فكل واحد منا لديه قدرات كامنة، ويستطيع التعامل مع مشاعره ومشكلاته، ولكن الحاجز النفسي الذي يقف بينه وبينها هو مدى قدرته على إدارة نفسه ومشاعره والتحكم بها، الواقع يقول: إن كلاً منا يحاول أن يزن أموره بروية، ويتعامل مع كل ما حوله بمرونة، فالمشكلات والتحديات التي تواجهنا شبيهة بالأعداء الذين يتربصون بنا لعرقلة نجاحاتنا وتحقيق أهدافنا، فإذا كان لديك أعداء فأنت تحرص على المواجهة، ولكن وأنت مستعد تماماً لها، وهذا يمنحنا جرأة بالغة في التفكير من أجل معرفة النفس البشرية، فلا يكفي أن تكون صادقاً، بل يجب أن تكون دقيقاً في فهم نفسك ومحيطك، ولا ينبغي أن تحكم على الوقائع، إنما يجب أن ترويها وتغربلها جميعاً، فالعقل عندما يتنقل من شيء لشيء يتحد مع تلك الأشياء التي تروق له ويميزها، ولكي تعرف الإنسان في كبره يجب أن تلمّ إلماماً كافياً بصباه وطفولته المبكرة، لذلك يجب أن نتعامل مع الحياة وتحدياتها بشيء من القوة والحذر في نفس الوقت، ومحاولة التنبؤ بما ستكون عليه في المستقبل، وغالباً ما نبحث عن ذلك السّر الذي يجعلنا مخذولين واضعين رؤوسنا على صدر الصدفة والحظ، نتحدث كثيراً وننتقد، نتململ ونشتعل خيبة، ولكن لم نضع خط بداية ننطلق منه مثل خط ماراثون، لذلك لابد أن نعي أن الحياة وتحدياتها لن تتوقف، والمشكلات تتربص بنا عند كل منعطف، ولا يجب أن نجزع، بل نحاول أن نتعامل معها بحسب متطلباتها، فالخوف هو أعظم هدية تقدمها لعدوك.