آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 4:10 م

الدكتور البازعي: الترجمة مهمة لحركة الأدب لكنها قد تظلم العمل الأصلي

جهات الإخبارية تصوير: حسن الخلف

أكد الدكتور سعد البازعي اننا نظلم رواية ”سيدات القمر“ حينما نعتقد بأن الترجمة كانت السبب في فوزها بجائزة المان بوكر، مشددا على أنها مهمة من حيث ثراؤها الإنساني ومتعتها السردية بعيداً عن الترجمة.

جاء ذلك في محاضرته ”سيدات القمر الرواية والترجمة“ أمس الثلاثاء التي نظمها بيت السرد في جمعية الثقافة والفنون في الدمام، بحضور أساتذة الترجمة والكتاب والروائيين.

وقال بعد فوز رواية الكاتبة جوخة الحارثي بالمان بوكر صار سؤال الترجمة أساسياً عند الحديث عن الرواية، وهو وضع متوقع ولكنه غير منصف لعمل غني بذاته، ينظلم حين يبدو أن جزءاً من أهميته، ناتج عن أنه ترجم.

واستدك قائلا: ولكن في هذا ظلم للعمل لأنه يصرف النظر عن القيمة الأدبية السردية والثقافية التي يكتسبها العمل بحد ذاته.

وأضاف، الترجمة كانت السبب في فوزها لأنها لفتت أنظار قراء أجانب وغير أجانب إليه بشكل غير مسبوق، لكن قارئ الرواية بلغتها العربية سيكتشف أن الرواية مهمة من حيث ثراؤها الإنساني ومتعتها السردية بعيداً عن الترجمة.

ومضى يقول أن في ”سيدات القمر“ لا نحتاج إلى الكثير من الخبرة أو المهاراة لندرك أننا أمام عمل احترافي من حيث قصدية الإبداع السردي.

وتابع أن الكاتبة لم ترد أن تحكي قصة تشدنا أحداثها فحسب وإنما أيضاً أن تحكي قصة تشدنا كيفية سرد تلك الأحداث. وهذا شرط أساسي في أي عمل سردي ينشد الأدبية.

وقال تفاوت الساردين أحد وجوه تلك الكيفية، ولكن وجهاً آخر مايلبث أن يتماثل أثناء القراءة: يتبين أن الحكايات يعاد سردها المرة تلو الأخرى ولكن من زوايا متباينة وبتفاصيل مختلفة.

وأضاف ينعقد السرد في الرواية حول أسرتين: أسرة العم سعيد وأسرة العم سليمان، موضحا شخوص الرواية ينتمون إلى إحدى الأسرتين أو كليهما نتيجة المصاهرات والعلاقات التجارية التي تشمل تجارة الرقيق.

وأضاف الرقيق الذين يشكلون فئة اجتماعية متصلة بالأسرتين ولكنهم في وضع خاص بطبيعة الحال نتيجة الظلم الاجتماعي القاسي الذي يكتنف تاريخ الرق عامة وأثره العميق على البنى الاجتماعية والاقتصادية.

وأفاد بأن فقراءة تاريخ الرق في عمان لا تختلف عن قراءته في بلدن عربية أخرى أو في أمريكا أو بريطانيا، فهو ظلم متشابه الوجوه، متماسك ألالم.

ونوه عن تكرار المترجمة استعمال عبارات يصعب ترجمتها أو شرحها، بل إن ترجمتها وشرحها ستفقدها خصوصيتها الدينية بشكل خاص، مثل ”بسم الله الرحمن الرحيم“ «ص213» و”اللهم صل على النبي“ «ص18».