آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

اليوم الوطني.. محطة سنوية

محمد أحمد التاروتي *

يسيطر اللون الأخضر على الحياة العامة في اليوم الوطني، فالشوارع تتباهى بالاعلام، وأعمدة الانارة تتزين، لاستقبال الفرحة الوطنية الكبرى، بالإضافة الى الاحتفالات العامة التي تعم ارجاء الوطن، تعبيرا عن الحب والولاء للوطن.

لا تقتصر أجواء الفرح على المواطنين، الذين يحاولون ابراز الحب والولاء، للوطن بشتى الاعمال والفعاليات المختلفة، حيث تعمد المؤسسات والشركات لمحاولة استغلال المناسبة، للمشاركة فرحة الوطن بمختلف أنواع العروض، والتخفيضات المختلفة، لاسيما وان المشاعر الصادقة تمثل السمة البازرة في مناسبة ”اليوم الوطني“.

الوطن يحتضن الجميع، ويحاول الاستفادة من الطاقات البشرية، والادمغة النابغة، فيما يسهم في رفد مسيرة النهضة، والعطاء للعبور الى الالفية الثالثة، بخطى ثابتة، وروح وثابة، لا تعرف اليأس والتراخي، فالتعبير عن الفرحة امر مطلوب باعتباره ”عرس الوطن“، ويجدر ابرازه على الدوام، من اجل تكريس الولاء في النفوس، بيد ان الوطن ليس فعاليات تموت بانقضاء الساعات، او عروض تجارية ذات منافع للشركات، او المؤسسات الخاصة، فالوطن حركة دائمة لمقارعة الأمم المتقدمة، في مختلف المجالات على الدوام.

اليوم الوطني وقفة سنوية لمراجعة مسلسل الإنجازات، التي تحققت على مدى العقود الماضية، فالتطور الحاصل خلال السنوات الفائتة، جاء بسواعد الرجال والصبر، والمثابرة على ركوب الصعاب، الامر الذي تحقق على شكل العديد من الإنجازات، والكثير من النجاحات، سواء على الصعيد الداخلي او الإقليمي او العالمي، فالعملية مرتبطة بالتخطيط والإصرار على العمل، ورفض التخاذل، او التهاون على الاطلاق.

ذكرى اليوم الوطني محطة أساسية، للتعبير عن الاحترام والتقدير للسواعد، التي ساهمت في بناء الوطن، وساهمت في إيصال النهضة الحالية للجيل الحالي، فهناك الكثير من العمل الذي تحقق بهمة الرجال منذ تأسيس المملكة، اذ شهدت العديد من القفزات وكذلك بعض الإخفاقات، الامر الذي يستدعي التحرك الجاد لمحاولة قراءة التجربة، بعين ثاقبة للوقوف على مكامن الخلل، ومحاولة الاستفادة من الإمكانيات المتاحة، للتحرك على ارض صلبة في عملية البناء الشاملة.

المملكة وضعت نصب عينها رؤية 2030، لاعادة هيكلة الحياة في مختلف المجالات، فالعملية بحاجة الى الكثير من العمل والصبر، للوصول الى الهدف المرسوم، مما يستدعي الاستفادة من الطاقات البشرية بالشكل المطلوب، فالثروة البشرية تمثل العمود الفقري، للعبور الى ضفة النجاح، ووضع البلاد في سكة الدول المتقدمة خلال العقد القادم.

الشباب يمثل الرهان الحقيقي لمستقبل البناء، في مختلف المجالات الحياتية، فهذه الشريحة التي تمثل اكثر من 60% من الشعب السعودي، قادرة على احداث التغيير الشامل، نظرا لوجود عقول جبارة تمتلك من الجرأة، ما يدفعها لتحطيم جميع الصعاب الحياتية، الامرالذي يتطلب وضع البرامج القادرة، على استقطاب هذه الفئة بما يحقق الهدف الوطني، من خلال إزالة جميع العراقيل، التي تعترض وصول الشباب، الى مركز قيادة المرحلة القادمة.

احتفال المملكة باليوم الوطني رسالة واضحة للداخل والخارج، بان المملكة ما تزال في مرحلة الشباب، وتمتلك القدرات الهائلة لمواصلة رحلة العطاء والتقدم الشامل، خصوصا وان التقدم العلمي والإنجازات الكبيرة تدعم مسيرة النهضة الكبرى، التي تتطلع اليها البلاد على الدوام، وبالتالي فان الجامعات والمعاهد العلمية، تمثل الحاضنة الأساسية لتفجير الطاقات، باتجاه وضع اسم المملكة، في المحافل العلمية الدولية، خصوصا وان العلم يمثل الرهان الأساسي، للوقوف على القدرات الحقيقية، لمختلف الدول العالمية، الامر الذي يتطلب التحرك الجاد لرصد الميزانيات اللازمة، لمراكز البحث العلمي لاستقطاب الكفاءات الشبابية، لاحتضان الأفكار القادرة على احداث تغييرات جوهرية، للتعاطي مع القفزات العلمية في المرحلة القادمة.

كاتب صحفي