آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

الخداع الاجتماعي

جواد المعراج

نتحدث في هذه المقالة عن مورد خداع وتزييف يتعلق بجانب إنساني سيئ، ألا وهي المشاعر العاطفية الرقيقة الناتجة عن الخداع، والتزييف الذي ينسج بين الحياة الاجتماعية والعملية، والعلاقات بشكل عام، إذ أن البعض يتنمر وينسلخ عن الكينونة البشرية ويلجأ إلى حيلة جديدة، ألا وهي دغدغة مشاعر الآخرين من خلال لبس قناع ثلجي، يخفي خلفه نفساً بشعة حاقدة تطمح إلى تحقيق مصالحها ومكاسبها الشخصية فقط.

يلجأ بعض الأشخاص للتلاعب والتحايل بعواطف ومشاعر الآخرين من أجل تحقيق بعض المكاسب والوصول لمآرب أخرى منها الوجاهة والنفوذ الاجتماعي، وهذا يدل على افتقارهم للوعي والمصداقية والأمانة والقيم والمبادئ، ناهيك عن استغلال بعض الأفراد لهذا الهدف غير السامي، الذي يهدف إلى تحقيق بعض المصالح الشخصية، دون الالتفات إلى مساعدة وإفادة الفرد والمجتمع.

إن الإنسان بطبيعة فطرته يقدم المساعدة والخدمة إلى أفراد وأهل وأبناء المجتمع والبلد، وإفادتهم بما يملكه من طاقة إيجابية وإحساس فطروي، والإنصاف بينهم طالما أن فطرته فطرة سليمة لم تتلوث بعد، بينما بعض الأطراف تلجأ إلى ارتداء الأقنعة المزيفة، وذلك حتى تصل إلى أهدافها ومكاسبها الشخصية فقط، والتي تميل إلى التكبر، والغطرسة، والتجبر، والتسلط، والاحتيال، والخداع، وإيذاء وظلم الناس.

فعلى سبيل المثال؛ موظف في شركة يحاول التقرب إلى الرؤساء الكبار، وذلك بغرض تحقيق بعض المكاسب المالية والمنصبية، ما أن يصل هذا الشخص إلى المنصب الكبير، فإنه يقوم باستغلال زملائه في العمل، وذلك بعدم الإنصاف بينهم، بل بالتعامل معهم بتكبر، وغطرسة، وتجبر، وظلم، إذ أنه يحمل في داخله حسدًا وغيرة وحقدًا على زملائه في العمل.

وإن هناك أيضًا بعض الشخصيات الناجحة والمبدعة في مختلف المجالات الإعلامية والثقافية والاجتماعية، فبعضهم يستغل الناس بغرض الوصول إلى الوجاهة أو المكانة الاجتماعية والعلمية، وإن البعض منهم يحمل في داخله الكراهية، والحقد، والحسد والغيرة من نجاحات من حوله، وهذا النوع من الشخصيات يريد فقط تسليط الأضواء عليه، وإثبات أنه أكثر تميزاً وتفوقاً من الآخرين، دون أن يتقيد بالمنافسة الشريفة بين الأطراف الأخرى الناجحة والمبدعة، بل يحاول إيذاء مشاعرهم والتلاعب بعواطفهم بطرق ووسائل متعددة، واستغلال الفرصة بتثبيطهم وتحبيطهم نفسياً ومعنوياً، عندما يفشلون في الوصول إلى تحقيق بعض الأهداف والنجاحات.

فمن هنا يجب علينا أن نعلم أفراد وأهل وأبناء المجتمع والبلد التمسك بالأمانة والمصداقية والمبادئ والقيم الاجتماعية والأخلاقية التي تمكن الإنسان من تكوين الشخصية التي تقدم الخدمة، والمساعدة، وتعليمهم الالتزام بالإنصاف والمنافسة الشريفة بين النجاحات، والأهداف السامية التي تدور بين الآخرين.