آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:39 م

العلاج بالصدمة رغم مقاومة التغيير

دكتورة لمياء عبدالمحسن البراهيم * صحيفة اليوم

من الصفات السلوكية الغريزية في الإنسان التخوف من المجهول، ويتمثل هذا بمقاومة التحول والتطور.

فيقاوم بطرق عدة منها المباشرة وهي الرفض والامتناع، أو بعدم الامتثال بدرجات مختلفة تتراوح بين التسويف للحفاظ على الوضع الراهن، أو المقاومة بإجراءات مناقضة لعملية التغيير قد يكون ذلك بسبب:

• الارتياح للمألوف والخوف من المجهول لاضطرارهم على تعلم خبرات جديدة.

• التعود على عادات وأنماط روتينية.

• ضعف الإدراك فهو لا يرى ضعفه أو قصوره المعطل للتحسين والإنجاز ولا يدرك جوانب القوة ومزايا التغيير التي سيستفيد منها.

• المصالح المكتسبة من الوضع الراهن والخوف على المصالح الخاصة من المكاسب التي جناها بوضع سابق.

• الولاء.. قد يمس التغيير تهديدا للمقربين سواء الفرد أو الجماعة، لهذا قد يقاوم الشخص تعصبا وحمية للآخرين.

ليس من السهل أو الممكن مطلقا تجنب المقاومين للتغيير والمعرقلين له، فالأفضل التعامل معه من خلال إستراتيجيات منها:

1. التواصل والتوضيح بمشاركة الرؤية لتخفيف المخاوف من التغيير بسبب قصور المعلومات المتوافرة أو التحليل المشوه للمعلومات المنشورة عن التغيير، فبحال اقتناعهم ومشاركتهم الرؤية سيكونون عناصر فاعلة في التغيير، وأحد عيوبها أنها تتطلب وقتا طويلا خصوصا لو كان عدد المعنيين بالتغيير كبيرا.

2. المشاركة بالتغيير بدمج الأفراد المقاومين وإدخالهم في عجلة التغيير، ومن خلال وجود سلطة تنفيذية ورقابية سيجبرون على الطاعة والالتزام بالتنفيذ، وتستخدم هذه الإستراتيجية عندما يملك المقاومون للتغيير إمكانيات المقاومة، فبذلك سيلتزمون بتطبيق النظام، ولكن من سلبيات ذلك أنها تتطلب وقتا طويلا.

3. التحفيز والدعم بالتدريب على التعامل مع متطلبات التغيير، وتقديم الدعم والحوافز المشجعة. ورغم فعالية هذه الوسيلة، إلا أنها مكلفة ماديا وتتطلب وقتا طويلا لتحقيق الغرض منها.

4. التفاوض والاتفاق ويستخدم هذا النوع مع الأفراد أو الجهات التي تتضرر بشكل كبير من خلال التغيير ولديها صلاحيات وإمكانيات للمقاومة والتعطيل، وتتطلب تقديم مغريات أو امتيازات، ولكنها مكلفة ماديا كما أنها بطيئة النتيجة.

5. إنشاء فريق جديد للتغيير من خلال اختيار الأكفاء أو المشاركين برؤية التغيير لوضعهم في مواقع حساسة في عملية تصميم التغيير، وميزة هذه الطريقة أنها الأسرع وغير مكلفة، ولكنها تحمل سلبيات مثل الاستغلال لهم ولربما انقلابهم عند عدم اكتساب ميزات بالتغيير.

6. الإجبار بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وذلك من خلال الإجبار على تقبل الوضع الجديد، فيهددون سرا أو علنا بفقدان مكاسبهم أو بحرمانهم من الميزات وتجميدهم، ويلجأ لهذه الطريقة عندما تكون السرعة بالإنجاز أولوية وأيضا عندما يمتلك الراغب بالتغيير السلطة أو القوة الكبرى، وتحمل هذه الوسيلة ميزة السرعة في الإنجاز والتغلب على أي مقاومة.

من الضرورة توفر العوامل المساعدة للقائمين على التطور والتحول لتحقيق فرص النجاح ومن أهمها:

• الدعم والتأييد لمنهج التغيير مما يضمن الإنجاز مع الديمومة.

• تأمين بيئة داعمة للتغيير ومنها تعيين أو تكليف الكفء القادرين على ذلك.

• توضيح أسباب التغيير ومناقشة المخاوف مع المتأثرين به وإشراكهم في رسم أهدافه والتخطيط وتنفيذه. وتحفيزهم ماديا أو معنويا.

• الاستفادة من المسؤولية الاجتماعية والإعلام لتقبل التغيير.

استشارية طب أسرة
مستشار الجودة وسلامة المرضى
مستشار التخطيط والتميز المؤسسي
كاتبة رأي