آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

تشخيص المغالطات المنطقية

المهندس أمير الصالح *

في احدى مجالس التربية الروحية والاجتماعية بمجالس شهر محرم الحرام الفائت، اورد احد المحاضرين وفقه الله اشارة عاجلة عن عنوان كبير اسمها ”المغالطات المنطقية“. وعلى ذمة الخطيب فقد نقل انها تُقدر عددا ب 30 - 40 مغالطة. المغالطة المنطقية وحسب فهمي وقرائتي تنص على انها ”خطأ في الاستنتاج نتيجة لتعميم الدليل / المقدمة الوارد في صدر الكلام او لعدم صحة الترابط بين الدليل الوارد في المقدمات بالنتائج المستنتجة في نهاية الحديث“.

وطرق الاقناع الاشهر استخداما مبنية على ايراد دليل يتم ذكره في المقدمة وتوظف آليات الاستنتاج المتعددة للخروج بنتيجة موجه او معينة تخدم الغرض من الاقناع. وهذا الفعل من الاقناع يروج بنطاق واسع بين كل فرق الصراع الكلامي والاعلامي والفكري المؤدلج. ما يعطي الكلام اعلاه اهمية مميزة هو ان الألمام التام والانتباه لانماط المغالطات المنطقية المسبق يُحصن الانسان من الوقوع في الخديعة ويُحصنه من ان يكون ضحية لاعمال النصب والاحتيال في كل شؤون الدنيا والدين. ونتيجة لزيادة منسوب الفضاء المفتوح في بعض مجالات الجدال او الحوارات الموجهة بات مهما للافراد الاطلاع على هكذا مغالطات منطقية قد يتم توظيفها من عدة اتجاهات وتحصين النفس والأسرة منها وعوارضها لوخيم العاقبة.

في كتاب مغالطات منطقية

يورد الكاتب عادل مصطفى، 24 مغالطة منطقية مع سرد امثلة تشرح كل نوع. اورد العناوين العامة لتلكم المغالطات واشجع القارئ الكريم زيادة الاطلاع في هذا الموضوع:

  • مغالطة التعميم hasty generalization
  • مغالطة الشخصنة ad Hominem «و اشهر تعابيرها، هو طرح السؤال التالي لرد الاعتبار للذات: انت ايش فهمك في الموضوع الفلاني؟!»
  • مغالطة التركيب
  • مغالطة التقسيم
  • الاحراج الزائف False Dichotomy «يوظف كثيرا في بعض دوائر العمل وصراع الاحزاب»
  • الاحتكام الى القوي المتحيز
  • الاحتكام الى الشعبية
  • الاحتكام الى المنشأ «المصدر»
  • الاحتكام الى الجديد المؤثر
  • الاحتكام الى القديم المستقر «قديمك نديمك»
  • الاحتكام الى التجهيل
  • مغالطة خطئان يصنعان صوابا
  • مغالطة التلقيم بالسؤال «هل مازلت تغش في الاختبارات؟»
  • مغالطة رجل القش Straw man «وهذه المغالطة كثير ما نسمع عنها في الشركات وخاصة بين المدير المرتبك والموظف الواضح وباختصار هي عمل فزاعة لارباك الموظف واخماده»
  • مغالطة المنطق الدائري «يلجأ اليه البعض لسرقة الوقت وتضييع مستقبل الاخرين او قتل الفرص»
  • مغالطة الادعاء بالقول انه ليس اصلي لعدم تطابق الادعاء مع النتيجة وتعرف بمغالطة ”ليس اسكتلندي حقيقي“
  • مغالطة المقامر
  • مغالطة انحياز التأييد
  • مغالطة التضارب
  • مغالطة الرنجة الحمراء
  • مغالطة السبب الزائف
  • مغالطة المغالطة

الجادين من الناس يتجنبون الوقوع ضحايا لـ المخادعين وشراك الخديعة ببذل الجهود في توعية النفس ونتيجة لممارسات كسب المعارف في علوم السلوك البشرية وتناقل الدروس بالخبرة ومجالس الوعظ الصادقة. فمن الحكمة زيادة جرعة القراءات الهادفة واشباع النهم المعرفي وملازمة اهل الخبرة والحكمة في شؤون الحياة لاسيما تلك الجوانب السلوكية المحصنة للنفس؛ وزيادة مستوى منسوب الوعي لحفظ الحقوق واستجلاب المنافع والابتعاد عن الفخاخ.

حتما اي خلل في البناء المعرفي والثقافي لاي مجتمع او اسرة او افراد نتيجة لقلة القراءة الجادة او المثاقفة الهادفة او الغفلة او السذاجة او ضبابية الواقع او المجاملة المفرطة او لتفشي الثقافة العامة النقلية المشتته او الاستئناس بطرح كل مجدف او مخرف، ستجلب الكثير من الخسائر وفوات الفرص على الانسان في الدارين وسيكون ذاك البعيد من الناس مع كل هبه ريح ويصدق الوصف في حقه انه ”امعة“. من الملفت للانتباه بان بعض الدول المتقدمة تُدرس تلكم الامور لتحصين ابناءها فكريا.

همسة: في الفضاء السيبراني وعالم النت اصبح معظم الناس لديهم منابر ويدعي الكثير منهم انه يتكلم بلسان اصحاب ايدلوجيته؛ والواقع ان عدد ليس بالبسيط منهن/ هم يغرق في الاستخدام المسرف لـ المغالطات المنطقية حتى انه ينطبق عليه الوصف اياك ومصاحبة الاحمق فانه يرد ان يمدح فيذم.