آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

وقود الاصلاح الحسيني «27» الشهيد عمران بن كعب الأشجعي

حسين نوح المشامع

قال تعالى في سورة آل عمران: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ 207. وفي سورة الحشر: ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِر، وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً 23. وقال الإمام الحسين : «من كان باذلاً فينا مهجته، موطناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا». «1»

مازلنا مع أحد أصحاب الامام الحسين الذي اختفت أكثر تفاصيل سيرته عن منابرنا الحسينية، والذي استشهد في الحملة الاولى، مضحياً بنفسه في سبيل معتقده، مقدم روحه فداء لإمامه، رغم علمه أن الإمام مطلوب وحده، ولو ظفر به ما أبه بغيره. ونحن هنا نحاول تجميع سيرته المتناثرة هنا وهناك، بين صفحات التاريخ المظلم، ولو إنها زهيدة لا تشفي عطش الباحث والمحقق، وقد تكون كتبت بأيدي معادية لفكر الإمام الحسين . «1»

ولا يخفى أنه أحد النماذج البشرية التي أصبحت شوكة في عيون الجائرين والمعتدين على حقوق المساكين، نموذج أوجد نهجاً تحررّياً مشبعاً بروح التقوى والإخلاص، ظل على مدى التاريخ سبباً في سلب النوم من عيون الجبابرة والمتكبرين، يقض مضاجعهم على الدوام، وهذا النموذج قد أظهر هوية إنسانية جديدة، قدمها الحسين درساً في الحريّة والمروءة حتّى لغير المسلمين. «1»

وبين أيدينا هنا الجوهرة السابعة والعشرين من هذه السلسلة المباركة، جوهرة التحقت بركب شهداء الإصلاح الحسيني، واستشهدت ضمن الذين استشهدوا في الحملة الاولى في يوم عاشوراء، وهي من جملة الأصحاب الغَيارى الذين دافعوا عن الحقّ، وُلبّوا نداءَ إمامهم سيّد شباب أهل الجنة، أبي عبدالله الحسين سلام الله عليه وهي:

الاسم: الشهيد عمران بن كعب الأشجع

تاريخ الوفاة: عاشوراء عام 61 هـ

مكان المدفن: الحرم الحسيني الشريف

مكان الاقامة: الكوفة - العراق

سبب الشهرة: من شهداء معسكر الإمام الحسين يوم عاشوراء

اعماله البارزة: من شهداء الحملة الأولى في واقعة عاشوراء «1»

نسب الشهيد وسيرته:

هو عمران بن كعب بن الحارث الأشجعي. وتصحيفه في المصادر على شكل: عمر بن أبي كعب، وعمران بن كعب، وكذلك عمران بن أبي كعب. وأشجع قبيلة تابعة لغطفان قيس عيلان، كانت قد استوطنت المدينة وهم من العدنانيين «العرب العاربة في شمال الجزيرة العربية». يقول فيه الشيخ مهدي شمس الدين: لا نعرف عنه شيئاً آخر. ورغم تعرّض المصادر المختلفة لذكر اسمه، لم يُعثر على معلومة يُعتدّ بها حول حياته وسيرته، والمعلومات المتاحة بشأنه في الأوساط الغير الرسمية تقول بشجاعته وولائه لأهل البيت؛ فيُذكر أنه حلّ بالكوفة وسكن بها، وكان فارساً، رامياً حاذقاً، ومن أصحاب الإمام الحسن . كما قد يكون خاض الحروب إلى جنب علي بن ابي طالب ولاسيما صحبته للإمام الحسين . ذكر الشيخ الطوسي اسم عمران بن كعب في زمرة أصحاب الحسين . «1»

استشهاد عمران بن كعب:

قاتل عمران جيش عمر بن سعد يوم عاشوراء، واستشهد في الحملة الأولى للجيش. «1»

التسليم عليه:

ورد اسم عمرو في زيارة الرجبية ووقع التسليم عليه: «السَّلامُ عَلى عُمَرَ بْنِ أُبي‌ كعْبٍ». وفي زيارة الشهداء تحت عنوان: «السَّلامُ عَلى عمران بن كَعب الأنصاري». والظاهر أنّ الكل واحد والاختلاف نتيجة التصحيف. «1»

وهنا تنتهي حلقتنا السابعة والعشرون باستشهاد ”عمران بن كَعب الأنصاري“ مناصراً لأبي الضيم وابو الأحرار ومدافعاً عنه، بل مناصراً للحق الالهي، منقذاً نفسه من نار سعرها جبارها لغضبه، متجهاً إلى جنة عرضها السماوات والارض، أعدها ربها لرحمته.

«1» شبكة ويكي شيعة