آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 7:41 م

”قاعدة ذهبية“ لبناء العلاقات الإنسانية الناجحة

جهات الإخبارية

أكد الشيخ عبدالله اليوسف على أهمية الاهتمام بالآخرين والعناية بهم أسوة بسيرة رسول الله ﷺ.

وشدد على أهمية البعد الأخلاقي في مسار السلوك الإنساني، وإشباع الحاجة الماسة إلى التقدير والاحترام، وامتلاك القدرة في التأثير على الآخرين، ونيل حبهم وإعجابهم وإخلاصهم.

وأضاف في خطبة الجمعة : من القواعد الرئيسة في محددات السلوك الإنساني قاعدة: منح الآخرين الاهتمام اللازم، وإشعارهم بأهميتهم ومكانتهم، فهذه القاعدة مهمة جداً في بناء العلاقات العامة، وكسب الكثير من الأصدقاء والمعارف.

وتابع: تعد هذه القاعدة من العوامل المهمة أيضاً في تقوية وتمتين العلاقات العائلية والأسرية والاجتماعية والإنسانية، ونيل محبة الآخرين وإعجابهم، واستجلاب السعادة للذات وللآخرين، واجتناب الكثير من المشاكل والمتاعب في الحياة الخاصة والعامة.

وأشار إلى أن إظهار الاهتمام بالآخرين يولد لديهم مشاعر إيجابية وطيبة ومريحة، ويؤدي إلى زيادة حرارة المشاعر المتبادل.

واضاف ويساهم في توليد روح المحبة والمودة والثقة، والشعور بالسعادة والراحة النفسية، وينمي من العلاقات الشخصية والإنسانية بينك وبين الآخرين ممن يتعاملون معك؛ فحتى تكون محبوباً ومهماً في نظر الآخرين كن مهتماً بهم.

وقال: الإنسان بحاجة قوية إلى إشباع الرغبة في التقدير والاهتمام من قبل الآخرين، فمن أشد الحاجات الإنسانية الحاجة إلى الاحترام والاهتمام والتقدير.

وقال من أعمق الدوافع في طبيعة الإنسان هو أن ينظر إليه على أنه إنسان مهم؛ ويحظى باحترام الناس وتقديرهم، ولذلك فمن يشبع هذه الرغبة في الآخرين يملك قلوبهم، ويسيطر على عقولهم، ويستطيع قيادتهم بسهولة ويسر.

وأوضح أن تجاهل الآخرين وغياب الاهتمام بهم يؤدي إلى توليد مشاعر سلبية، وبرودة في العواطف، وشعور باللامبالاة، بل إلى قد يؤدي إلى توليد أشكال متنوعة من الأمراض النفسية والجنوح والتنمر.

واعتبر أن الكثير من المشاكل في الحياة الزوجية والعائلية، وكذلك المشاكل الاجتماعية تعود إلى غياب الاهتمام بالآخرين؛ مما يؤدي إلى زيادة المشاعر السلبية، وتبلد الأحاسيس، وفتور العلاقات، وتراكم المشاكل والسلبيات.

ثم تطرق الشيخ اليوسف بشيء من التفصيل عن السيرة النبوية المباركة التي تدلل على أن رسول الله كان شديد الاهتمام بالآخرين والعناية بهم، ومن أشد الناس لطفاً بالناس؛ فما دخل عليه أحد أو التقاه أحد أو جالسه أحد إلا وأبدى له اهتمامه، وأشعره بأهميته ومكانته عنده.

وأوضح أن من أبرز تجليات إظهار الاهتمام بالناس عند رسول الله أنه كان يقابل من يلقاه من الناس بالبشر وطلاقة الوجه، ويسلم على من يلقاه بحرارة، ويبدأه بالسلام والمصافحة، ولا ينزع يده حتى يكون الآخر هو من ينزع يده، مما يترك لدى الآخر الانطباع بأنه يحظى بمكانة واهتمام من رسول الله.

وتابع: كان من مظاهر الاهتمام بالآخرين عند رسول الله ﷺ أيضاً: أنه كان يبادر بإلقاء السلام والتحية على كل من يلقاه من الرجال والنساء، الكبار والصغار، وكان يسلم حتى على الصبيان، ويدعو لهم بالبركة؛ ويمسح على رؤوسهم للتدليل على محبته لهم، ولإشعارهم بأهميتهم، وزرع الثقة في نفوسهم، واستمالة قلوبهم للدين.

وتابع: من مظاهر الاحتفاء بالقادم أيضاً: قول: «مرحبا» له، للتعبير عن الاهتمام والعناية بشخصه، فقد روي عن رسول الله ﷺ أنه قال: «بالدّاخِلِ دَهشَةٌ فَتَلَقَّوهُ بِمَرحَباً».

ثم تحدث عن أهمية إتقان فن الإصغاء للآخرين، وأن ذلك من مظاهر الاهتمام بالآخرين أيضاً.

وختم الشيخ اليوسف خطبته بالدعوة إلى استلهام هذا الدرس المهم في السلوك الإنساني من سيرة رسول الله، لأن «منح الآخرين الاهتمام» يؤدي إلى بناء العلاقات الإنسانية الناجحة.

وأكد على أن من أهم القواعد في نجاح الحياة الزوجية، وتقوية العلاقات مع الأصدقاء والمعارف والزملاء وغيرهم هو منحهم الاهتمام والتقدير.