آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 3:46 م

«20 نوفمبر» يوم الأمراء الصّغار

ليلى الزاهر *

نَصبتْ الزّينة، وعلّقتْ الأشرطة الملوّنة على الجدران لمَّا سَمِعَتْ بيوم «20 نوفمبر» وأَرْسَلَتْ لكلّ طفلٍ من أسرتها دعوة مغلّفة بالحب، تفوح منها رائحة السعادة، وَأَعْتَدَتْ لَهُم مُتَّكَأً جميلا، وَآتَتْ كُلَّ طفل طوق من الأزهار المُتخلَلَ بقطع الحلوى وَقَالَتِ: اخْرجوا بأبهى حلّة فما أنتم إِلَّا مَلائكة من نورٍ وهذا يومكم وجدير بجميع الناس أن يحتفوا بكم ويجعلوا يومكم عيدا متألقا.

هذا ماصنعته صديقتي في اليوم العالمي للطفولة والذي يصادف «20نوفمبر» من كلّ عامٍ.

أثنيتُ على صنيعها واتفقتُ معها على أن من حق الطفل أن يكون له يوما مميزا يُحتفى به على أرض الواقع، تُشاع فيه البهجة، ويفرح فيه كلّ طفلٍ بين أهله وأحبته.

فإذا كان للأمراض أيامها التي تقام فيه شعائرها كيوم السّكري ويوم الربو، فالأَوْلى أن يحضر الحبُّ ويصحبه الأمل يحتفلان بغدٍ أجمل لأحباب الله في يوم طفولتهم.

إن الأعياد رمزٌ للحبور، ويُمْنٌ وبركات تحلو بها الأوقات.

في الأعياد تنفضُ الأسرة عن كاهلها جميع ألوان المُشاحنات والآلام.

ويوم الطفل العالمي عيد يجدد ذكرى البراءة، ويُجسّد قداسة الطفل، ويُشيد بروحه الجميلة المفتوحة لجميع الناس ليتجاوز جدران ألم اليُتم، وقيد الإعاقة والعجز.

إنّ يوم الطفل هو يومٌ أَوْقَفَه العَالم لتوصيف أجمل الكلمات وطرح جميع صنوف الابتهاج بما يليق بالأمراء الصغار، ويحقق بعضًا من نشوة انتصارهم على الكبار.

عالم الطفل لايستوعب أخطاء الناس ويندهش من نقائض الشر. يملك الأطفال عالمًا خاصا بهم يُديره السّمو، وكأنهم ملائكة خلقوا من نور وهذا سبب كافٍ لحبّهم، واختزال العلاقات فيهم.

لايعرف الطفل معنى «أمي موظفة» وإنما اعتاد على أن يذهب للحضانة كل يوم؛ لذلك لاشأن له بتعب أمه ولا عصبيتها لأنه يريد من أمّه كل الحنان والحب.

وإرهاق بعض الموظفات نتاج ضغوط العمل يُخلّف عند البعض منهن العصبية التي تنقلها دون قصد لمناخ الأسرة التربوي؛ ليتسرب القلق والتوتر للأطفال فاقدين بذلك التوازن النفسي، مما يشكل عليهم ملامح سرعة الانفعال ويظهر ذلك من خلال تعاملهم مع من حولهم.

إننا بحاجة إلى طقوس خاصة في علاقتنا مع أحبابنا الأطفال، نحتاج للكلمة المؤثرة الدافعة التي لاتكلفنا الشيء الكثير، وللسلوك الذي يُعمّق علاقتنا بهم ونعوضهم من خلاله عن فترات الغياب التي يفقدوننا فيها.

ما أجمل لسان حال الأم الموظفة يُردّد: ولأنني موظفة وعدتُ أبنائي بأنني سأكون ناجحة في تربيتهم، وسأحاول بشتّى الطرق خلق جوّ أسريّ سليم أعوّض به لحظات الغياب الشّاقة على نفسي من أجل وظيفةٍ تصنع لأبنائي المستوى المعيشي الذي يفي بحاجتهم.

إن الاحتفاء بيوم الطفل هو من باب إكرامه وإشاعة الثقة بمكانته في أسْرَته. وكما يُقال «إكرم أسرتك فهي العدة عند الشدة واعلم أن من يخلع ثوبه يمتْ من البرد»