آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:00 م

لا تصنع المعروف في غير أهله

سامي آل مرزوق *

من الطبيعي أن نفس الإنسان البشرية تحب من يحسن إليها،.. فالنفس التي تنكر الجميل هي نفس لئيمة، فالكريم هو الشكور واللئيم هو كفور، وهنا يتنافى النكران مع النفس السوية السليمة، فمن الصعب أن يتنكر لك من حولك ويطعنوك خلفاً، ويتجردوا من المثاليات التي يرددوها وهي عندهم مبادئ لا محل لها من الإعراب فقط بمثابة لباس يواري ما تخفيه حقيقتهم، لذا فمن الصعوبة بمكان إيجاد شخصاَ ناكراً للجميل وسوياً في نفسه مستقيماً في شخصيته وسلوكه إتجاه الآخرين، فالمعروف فيه ضائع والشكر لديه مهجور، وهو دليل واضح وجلي على خسة النفس ومرض القلب ونقصان الإيمان ومنافية لطبيعة الإنسان السليمة التي تحب بطبيعتها من أحسن إليها وتتوقف عن إيذاء من أساء إليها.

فيتمثل أمامنا قول الشاعر ”إذا أنت أكرمت الكريم ملكته.... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا“

فيتنكر لك لمجرد خطأ بسيط يقابله سنوات من الإحسان والمساعدة حتى بلغ أشده، فأصبحت بعدها مذموماَ مدحورا، وهنا يتمثل أمامنا القول المشهور ”أعلمه الرماية كل يوماً فلما اشتد ساعده رماني..... وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني“

ويجيب المختصون أن معنى نكران الجميل هو: إلا يعترف الإنسان بلسانه بما يقر به قلبه، من المعروف والصنائع الجميلة التي أسديت له وجعلته يقف على قدميه بعد أن كان ضائعاً لا يجد من يرشده للصواب والطريق الصحيح،

وهنا تجد أن ديننا الحنيف قد أكد ودعا إلى الإقرار بالجميل، وتوجيه الشكر لمن أسداه إلينا حتى تسود العلاقات الطبيعيةالطيبة في المجتمع.

أن ما يصيبنا اليوم من جحود ونكران للجميل من البعض الآن لن يجعلنا نغير سلوكنا الطيب، إن الرسالة التي نوجهها دائماَ كرام النفوس إلى ناكري الجميل: أعزاءنا... مازلنا نراكم كذلك ونعتبر ما اقترفتم اليوم من نكران للجميل وجحود المعروف المتمثل في عضاليد التي مدت لمساعدتكم حينما احتجتموها فقط الوجه الله.

نقول لكم لقد أخطأتم ونرجو أن يكون ذلك شعوركم، ولنكن ممن ينسب الفضل لأصحابه ونبعد عن كلمات الجفاء، لكونها تغلق مفاتيح الود وأواصر المحبة.

ونقول من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، نتمنى دائماً أن يعيننا الله على أن نشكر من يقدم إلينا المعروف وأن نتعامل بالفضل بيننا.