آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

«الصنّاع» الفتى الذهبي السعودي

ليالي الفرج * صحيفة الرأي السعودي

«في الرياضة، تتكرر بعض المواقف التي تكون فيها الأمور على المحكّ، عندما يكون على اللاعب أو الفريق إمّا الفوز أو ينتهي كلّ شيء» هذا ما يذكره كتاب «طريقة التفكير: السيكولوجية الجديدة للنجاح»، للكاتب الأمريكي كارول دويك.

إذ يتطرق الكاتب في تفصيل ماتع إلى مفهوم الشخصية وأهميتها بالنسبة للرياضي، باعتبارها الدليل الذاتي الصادق الذي يتكامل مع مفهوم القدرة والمهارة، ومن خلال هذه التوأمة، تتعزز الطاقة المنطلقة لدى الرياضي نحو تحقيق الهدف المقصود.

وضمن هذا المسار، تتجلى ملامح البطل الرياضي، ولا سيما في الألعاب الفردية، التي تأخذ مساحة واسعة من حياة النجم الرياضي الناجح، بكل تفاصيلها.

ولأن الرياضة السعودية هي منطقة اشتغال إعلامي واجتماعي، تحضر في كلّ مجلس أو منتدى أو تجمّع، فلا يمكن أن يغيب الجمهور الرياضي عن مناسبة رياضية وطنية، سواء من خلال مشاركات المنتخبات الوطنية في مختلف الألعاب، أو بمتابعة المنافسات التي تشارك فيها الأندية السعودية بفرقها داخليًا أو خارجيًا.

ويمكن القول: إنّ مشاركة البطل السعودي نور الصنّاع في بطولة كأس العالم الباراليمبية في سباق 400 مترًا، حيث حقق قبل ما يقارب الأسبوعين الميدالية الذهبية في البطولة التي أقيمت في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وهو الإنجاز الذي كان محطّ متابعة وحفاوة إعلامية مرئية وإلكترونية وصحفية فخورة.

«الصنّاع» كبطل للعالم في هذا السباق، هو نموذج لأبطالنا الرياضيين الذين يحتاجون التشجيع، فإنّ مقوّمات الشخصية الرياضية المتفوقة، تتأكد كلّما كان المشهد متفاعلًا بالحجم الذي يوازي المنجَز والمنجِز.

إنّ فتى الذهب السعودي نور الصنّاع، يحمل شهادة هندسة ميكانيكية، وهذا يوسع صفحات أي قارئ لهذه الشخصية المتميزة التي تمتلك القدرة وتتميز بالشخصية الطموحة، وتلتزم بالتطوير المهاري والاستفادة من التكنيكات الحديثة في اللعبة وكذلك التدريب في الملاعب والصالات ذات التجهيزات المتناسبة مع البطولات العالمية.

ولكنّ يبقى أبطال الألعاب الفردية بحاجة إلى برامج حاضنة بصفتهم أبطالًا، يتطلب دخولهم في معسكرات متقدمة، أغلبها خارجية للاحتكاك الكبير، وهذا يدعو لدراسة خيارات مثل: برامج تفرغ الرياضيين المنجزين أو برامج الاحتراف في الألعاب الفردية للنجوم البارزين في الوسط الرياضي.

وفي ذلك مواكبة لتطور الحركة الرياضية السعودية، التي صارت المرأة فيها مشاركة فعلية، كما في مشاركة اللاعبة السعودية سارة الجمعة التي تأهلت لأولمبياد طوكيو 2020، كأول سعودية تصل للأولمبياد الباراليمبية.

إنّ الخطأ الطبي الذي كاد أن يكون عائقًا أمام هذا البطل، حينما تعرّض لحقنة خاطئة في طفولته، حوّلته شخصية الصنّاع إلى معالم ملحمة تفوّق ووصول للمنصّات الذهبية العالمية، مع أبطال سعوديين آخرين شاركوا في عدّة ألعاب في البطولة نفسها، ومنهم: عبدالرحمن القرشي، وفهد الجنيدل، وعلي النخلي، الذين بمجموعهم أهدوا هذا الإنجاز الكبير للقيادة الرشيدة وللوطن ولأبناء الوطن.

بالطلاقة المعنوية، والمرونة الذاتية، تتحطم كلّ الصعوبات أمام وهج الطموح الذي لا يرضى بدون التحليق في فضاءات البطولات الرياضية، ورفع اسم الوطن عاليًا.

كاتبة رأي في صحيفة الشرق السعودية
شاعرة ومهتمة بترجمة بعض النصوص الأدبية العالمية إلى العربية ، ولها عدَّة بحوث في المجال التربوي.