المتاجر عملت جرد سنوي، فماذا عنك؟
مع مطلع العام الميلادي الجديد، لتو انتهيت اليوم من عمل جرد سنوي كامل يتخطى القوائم المالية ليشمل الكتب المقروءة من قبلي والمقالات المكتوبة بيدي، وحضور الدورات النافعة، والجلوس تحت المنابر المفيدة، والمساهمة بالمبادرات والتطوع لوجه الله جهدا أو وقتا، والتبني لبعض المشاريع والالتفاف حول الاسرة، وتنقيح الاصفياء من الأصدقاء، واستشراق خطط ما بعد التقاعد، وتطوير الذات معرفيا، وترسيخ مفاهيم القناعة نفسيا، والأعراض عن المستفزين، وتجميد كل ما يستنزف مالا او وقتا او جهدا.
وأستطيع أن الخص انطباعي في حق العام الفائت بأنه ثري بالأحداث والمخاضات والإرهاصات والطفرات وثري بالمفاهيم والمعلومات والحراك والتحديات.
من نعم الله إن الإنسان لديه ذاكرة تعمل كمخزون ارشيفي يلتجأ اليه الإنسان في تنقيح قراراته وبناء معالم مستقبله. كما في المتاجر الكبرى تعقد دراسات وتحاليل ومقارنات بهدف احراز النمو وو زيادة معدل الأرباح وتجنب الخسارة. بالنسبة لي نهاية عام 2019 هو مناسبة لعقد جلسة الجرد الشاملة السنوية كما هو حال ثقافة الشركات التجارية؛ ففي هذا العام أعدت اكتشاف شيء مختلف عن السائد في استقراء الإدارات الوسطى والعليا في حقل العمل المهني بالبرهان والتجربة. وكذلك وعليه ادرجت خطة عمل كاملة للعام 2020 - 2021. في المجال التربوي الأسري فقد اعتمدت نموذج تعامل مع الابناء الصغار يختلف عن اخوانهم الكبار والنتائج تحبو نحو النتائج المرجوة باذن الله.
وهكذا تم تقييم كل نطاقات التأثير في المحيط البشري مع كامل المرونة لتحقيق الأهداف المرجوة.
لست هنا بصدد ادراج قوائم او مؤشرات او معايير او رسومات بيانية. كل ما وددت ان أقوله من الجميل عقد مراجعات لما فات وإعادة قوائم بالأهداف الممكن إنجازها للعام القادم على صعيد النفس والأسرة والحمولة والحي والمدينة والعمل والإستثمار وتأمين التعليم لجعل حياتنا من الحسن إلى الأحسن.
العام الجديد قد يحمل في طياته بعدد أيام السنة من فرص اي 365 فرصة وأكثر أو 365 تهديد واكثر. كل يوم يمر علينا هو نعمة يغدقها علينا الله العلي القدير بفضله ونعمه. فالمتفائلون من الناس يحسنون استثمار النعم والمتشائمون من الناس يجيدون هدر الفرص ويسيئون استغلال النعم. استشراق المستقبل هو هاجس للجميع ويجتهد المحللون في معالم العلوم الانسانية والاقتصادية قراءة رياضيا ليستكثروا من الخير بحسن قراءتهم للمؤشرات والسياقات التاريخية. كل عام، اتطلع واياكم ان نكون في ازدياد من الخير وان يكون وجودنا خير ورحمة ومنفعة لـ مجتمعنا. ان لم تفعل جرد سنوي لما لك وما عليك من حقوق ومسؤوليات، فماذا تريد ان تنجز في العام الجديد لكي يكون لوجودك معنى أكبر؟!
