آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 6:58 ص

الانقراض... العزوف... التفتت

المهندس أمير الصالح *

علماء الطبيعة يدرسون ظاهرة الانقراض لدى بعض الكائنات كالحيتان أو النمور الآسيوية أو وحيد القرن الأفريقي في بعض المواطن الطبيعية لها على وجه الارض. وفي العادة يورد الباحثون ثلاث أبواب كأسباب رئيسية للانقراض أو التهديد بالانقراض:

1 - الموت لأسباب عدة منها المرض أو قلة الطعام المناسب أو تغيير المناخ أو اختلال التوازن الطبيعي.

2 - انخفاض معدل الولادة للحيوان تحت الدراسة لأسباب عدة منها انحسار التناسل أو غلبة فصيل من الجنس وشبه انعدام الآخر.

3 - هروب الحيوان من بيئته الطبيعية لأسباب الصيد المجحف أو زحف المدن أو تغيير المناخ.

في المقابل في علم الاجتماع الحديث يدرس بعض علماء السلوك أسباب العزوف لدى بعض أعضاء المجتمع من الانخراط في المحيط سواء الواقعي أو الافتراضي. هناك أسباب كثيرة تم ايرادها في عدة دراسات، إلا أن البعض من علماء السلوك يعزون ذلك العزوف لأسباب منها على سبيل الاشارة:

- تفاوت الاهتمامات

- ضغوط الحياة لاكتساب لقمة العيش

- حزبية التوجهات وكثرة الاستقطابات

- أدلجة القناعات والاطروحات

- زيادة منسوب التهكمات

- البلطجة في الحوار

- انحسار الشعور بالأمان

- زيادة منسوب النصابين والمحتالين

- الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير

- الاستفراد أو الاستقواء بشي ما

- حب البروز والوجاهة لدى البعض

- الانتقاء في التفاعل

- بروز حالات اكتئاب

في العرف العقلائي بين بني البشر الأسوياء، يُقال عند نزول المصائب تزول الفوارق وتسقط المشاحنات. الملاحظ أن هناك بين بعض أبناء المجتمع حساسية مفرطة و بعض خارج نطاق العقل وحب للشماتة بالآخرين. فمن فرط المعاداة يوغل البعض في السباب عند نزول المصيبة في جاره أو ابن منطقته. هوينا هوينا فحال الدنيا متقلب. فليس من شيم النبلاء الإفراط في التهكم أو الاستسخار أو الشماته بالآخرين. ليس بغريب أن نرى مع زيادة التقدم التكنولوجي المضطرد في عالم التواصل والاتصالات، بروز جزر تكتلات بشرية متناثرة داخل محيط ذات المجتمع. حتى اضحى داخل كل تكتل أو قروب افتراضي، قروب آخر أو تكتل أصغر منه ويتفرع منه قروب ثالث أو رابع أو خامس متناهي الصغر. وليس بغريب أن نسمع أو نشاهد زيادة الانقسامات نتيجة لتشنج المواقف أو سوء التفسير لها.

ونحن على أعتاب عام جديد ومن خلال هذا المقال، أتقدم برجاء عام بأن يعيد كل من أبناء أي مجتمع بدأت عليه عوارض الانقراض أو التفتت أو الانعزال أو العزوف أن يراجع ذاته ويعيد هيكلة صياغة اتصالاته مع المحيط ليزيد جرعة الاتصالات المفيدة ويعرض عن أي موضوع أو مساجلات تزيد معدل السقطات ويتعلم من الأخطاء السابقة ليبني ما هو أفضل له ولمحيطه.