آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

”كورونا“ من جديد ”2“

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة الاقتصادية

قبل أعوام قليلة عانينا من ”كورونا“ مرتين، وتعلمنا من هاتين التجربتين الكثير مقابل تكلفة وألم. اليوم، يظهر مدير عام منظمة الصحة العالمية مخاطبا دول المعمورة قاطبة أن يتيقظوا، ولم يكتف بذلك، فقد خاطب البارحة ”جوجل“ أن تساعد المنظمة بمجابهة الأخبار غير الموثوقة، وأن تجعل الأخبار التي مصدرها ”المنظمة“ تتصدر نتائج البحث عن ”كورونا“. لعلنا وثقنا تجربتينا السابقتين مع ”كورونا“، ولا بأس أن نعقد من أجل ذلك مؤتمرا أو أكثر، وندوات وورش عمل في أنحاء المملكة، رغبة في استحضار الدروس لاستخلاص الخبرة وتقنينها وإتاحتها للباحثين والمهتمين للتأمل والتفكر، ولوضع خطة تنفيذية بما يمكن القيام به، لتحسين استعداداتنا والتخفيف من المخاطر في المستقبل. وحاليا، ليس بوسع أحد أن يقول: إن الخطة جاهزة، فمكافحة ”كورونا“ تستوجب أن يسهم كل فرد منا في تنفيذها وإنجاحها، حماية للمجتمع أولا وقبل أي شيء، وصيانة لسمعة البلاد وتحصينا لنظامها الصحي إجمالا. وفوق ذلك، فبلادنا مفتوحة لاعتبارات الحج والعمرة والزيارة للمسلمين من كل أنحاء الدنيا، وكذلك حركة ملايين من العمالة التي تفد من أنحاء المعمورة، وللمستثمرين الأجانب والسياح. والتحدي هنا هو جعل كل من يقطن البلاد أو يفد إليها، يدرك دوره في مكافحة ”كورونا“ ويؤدي ذلك الدور.

وعند استعراض ما مضى، فإن نسينا فيجب ألا ننسى أن المستشفيات كانت تضطر ألا تستقبل الحالات التي يشتبه أنها ”كورونا“، وهذا مفهوم، فقد يكون مرده أن تلك المستشفيات لم تكن تمتلك استعدادات العزل التنفسي، أما المربك أنها كانت ترد المريض دون أن توجهه إلى مركز مجهز لاستقباله! ويبدو أن هناك مراكز استحدثت وتستحدث على أثر ما مر خلال غزوة ”كورونا“ الثانية، فضلا عن أن بلادنا شاسعة، وبعد تجارب متتابعة مع الأمراض وثبوت الحاجة إلى توفير مراكز للعزل على تنوعها، فلا بد من التحرك على مستويين: أحدهما، الاطمئنان لتوافر السعة لدى مراكز حكومية متخصصة، والآخر، العمل على الارتقاء بإمكانات المستشفيات الحكومية العامة، وتلك التي يملكها القطاع الخاص لتكون مؤهلة للتعامل مع الحالات التنفسية الصعبة، وقد يتطلب ذلك تعديلات في البنية التحية كفصل ممرات عزل الهواء وتنقيته ضمن أمور أخرى، ما يعني تحمل تكاليف رأسمالية إضافية، وبرنامج عاجل للتفتيش على المستشفيات قاطبة، وتوجيه غير المتأهب أن يعجل في تسديد ما لديه من قصور... يتبع.

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى