آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 11:39 م

كورونا.. 2020

محمد أحمد التاروتي *

اصاب انتشار فيروس كورونا البشرية، بحالة من الهلع والخوف، جراء القدرة الفائقة لهذا الفيروس، بالفتك بالمصاب في غضون ايام قلائل من جانب، ومن جانب لعدم التمكن من اكتشاف امصال، قادرة على القضاء على الفيروس، مما يعزز من احتمالية توسع دائرة الاصابة، لتشمل العديد من الدول العالمية، اذ بدأت ارهاصات تلك المخاوف تتكشف بشكل متسارع، جراء الاعلانات المتوالية لارتفاع عدد الوفيات، وتزايد الاصابة بالمرض الخطير.

تحذيرات منظمة الصحة العالمية، من تداعيات فيروس كورونا المتجدد، على البشرية، احدث حالة من الارباك والخوف، لدى مختلف الشعوب العالمية، مما دفع لاتخاذ الاجراءات الاحترازية، للحيلولة دون تحوله الى وباء عالمي، على غرار العديد من الاوبئة التي انتشرت خلال القرن الماضي، والتي ادت لحصد عشرات الالوف من البشر، نظرا لعدم القدرة على تطويقه من جانب، والتأخر في اكتشاف الامصال المضادة من جانب اخر.

على غرار الامراض الفتاكة، التي عصفت بالبشرية خلال العقود الماضية، فان كورونا سيترك بصمة واضحة في صفحات التاريخ، باعتباره احد الامراض التي احدثت هزة عنيفة، في مختلف ارجاء العالم، لاسيما وان عدد الوفيات التي تعلنها الدوائر الصحية في العالم، تشكل احد العوامل الاساسية وراء اعتبار هذا المرض، من الامراض الخطيرة التي سيشار اليها بالبنان، في السنوات الماضية، بيد ان الامال ما تزال معقودة للوصول الى عقار قادر، على الحد من انتشاره، وانقاذ البشرية من الاثار التدميرية، التي يتركها الفيروس على جسم المصاب.

”كورونا“ سيبقى محفورا في ذاكرة التاريخ، باعتباره احد الامراض التي استطاعت توحيد الجهود العالمية، لمواجهته بشكل سريع، خصوصا وان انتقاله السريع من بلد لاخر دون سابق انذار، يستدعي العمل الجاد على العمل المشترك للسيطرة على الوضع، واعادة الاوضاع الى طبيعتها مجددا، فالتراخي في ايجاد العقار المناسب، يمثل كبوة كبرى في المسيرة البشرية، نظرا للمخاطر الفادحة المترتبة، على عملية التهاون في التعاطي مع الفيروس، بشكل مسؤول، فهناك العديد من المجتمعات البشرية، ما تزال تنتظر الاعلان عن الامصال الفعالة، للقضاء على ”طاعون 2020“.

الاعلام بدوره ساهم في احداث حالة من الهلع الكبير، جراء التعاطي مع الفيروس بشكل غير مسبوق، الامر الذي اوجد حالة من الفزع، لدى الكثير من الشعوب حول العالم، وبالتالي فان الاعلام سيلعب دورا كبيرا، للضغط على الجهات الدولية، العاملة في الصحة، بهدف التنسيق المشترك للتحرك الفاعل، في تسريع البحث العلمي، لمقاومة الفيروس، مما ينعكس ايجابيا على عودة الطمأنينة، لدى البشر الحصول على المضاد، القادر على مكافحة مرض كورونا، خصوصا وان البشرية تمتلك رصيدا كبيرا، في القدرة على التغلب على الامراض الفتاكة والوبائية، التي انتشرت خلال القرون الماضية، ومنها مرض الطاعون، وغيرها من الامراض الوبائية.

اتخاذ الاجراءات الاحترازية، لحفظ النفس امر مطلوب واساسي، خصوصا وان الامراض تنتشر مع توافر البيئة المناسبة، وبالتالي فان الاستهتار وعدم اتخاذ الاحتياطات الضرورية، يعرض المرء للاصابة بالامراض، مما ينعكس على البيئة الاجتماعية الواسعة، فالاصابة بالامراض يمهد الطريق، لانتشارها بصورة او باخرى، لاسيما وان الانسان قادر على نقل الفيروس في البيئة القريبة، الامر الذي يتطلب ايجاد المناخات المناسبة، لمقاومة انتشار هذه الامراض الفتاكة، التي تنتشر بين فترة واخرى، اذ لا يمثل كورونا الوباء الاخير من الاوبئة التي سيتم اكتشافها في الفترة القادمة.

المجتمع يتحمل مسؤولية ارساء قواعد الثقافة المسؤولية، من خلال استخدام جميع الادوات اللازمة، لمنع انتشار الامراض المعدية، بهدف حماية الجميع من الاصابة بتلك الاوبئة، ذات العلاقة المباشرة بالوفاة، فالمجتمع الواعي قادر على بث الثقافة المقاومة، عوضا من ممارسة الثقافة الاستهتارية، التي تخلف الكثير من التداعيات الخطيرة، على المحيط الاجتماعي، وبالتالي فان امتلاك القدرة على التحرك السريع، باتجاه منع تدحرج الكرة بشكل متسارع، يعطي نتائج ايجابية في مختلف الاصعدة، ولعل ابرزها الصعيد الصحي في البيئة الاجتماعية.

كاتب صحفي