آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 11:39 م

أربع نظريات نفسية في الحب

عبد الله العوامي *

ترجمة وبالتصرف: عبد الله سلمان العوامي

بقلم: السيدة كيندرا شيري Kendra Cherry

المصدر: موقع العقل السليم جدا حسب الرابط ادناه

تاريخ النشر: 12 مايو 2019م

لماذا يقع الناس في الحب؟ لماذا بعض أشكال الحب تستمر طويلا والبعض منها سريع الزوال؟ طرح علماء النفس والباحثون العديد من نظريات الحب المختلفة لشرح كيفية أشكال الحب وصموده.

الحب هو عاطفة إنسانية أساسية وطبيعية، ولكن ليس بالضرورة هو أمرا سهلا نستطيع فهم كيفية حدوثه. في الواقع، ولفترة طويلة، أشار الكثير من الناس أن الحب ويكل بساطة شيء أولي للغاية، غامض، وروحي الى درجة ان العلم لم يستطيع فهمه تمامًا.

فيما يلي أربع من النظريات الرئيسية التي تم طرحها لشرح الحب وغيره من الارتباطات العاطفية.

النظرية الأولى - الاعجاب مقابل المحبة:

حسب طرح عالم النفس السيد اسحاق روبين Isaac Michael ”Zick“ Rubin ان الحب الرومانسي يتكون من ثلاثة عناصر:

1. التعلق والارتباط

2. الرعاية والاهتمام

3. المودة والحميمية

اعتقد السيد روبن أننا في بعض الأحيان نمارس قدراً كبيراً من التقدير والإعجاب للآخرين. نحن نستمتع بقضاء بعض الوقت معهم ونرغب أن نكون دائما من حولهم، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن يرقى هذا الإحساس الى مستوى الحب. بدلاً من ذلك، عبر السيد روبن على ان هذا الإحساس هو الاعجاب.

الحب، من الناحية الأخرى، أعمق بكثير، وأكثر قوة وعاطفة، ويتضمن رغبة قوية في المودة والعلاقة الحميمة الجسدية والاتصال المباشر. يستمتع الأشخاص ”المتجانسون والمتشابهون“ بصحبة بعضهم البعض، بينما يهتم ”المحبون“ باحتياجات الشخص الآخر بقدر اهتمامهم باحتياجاتهم الخاصة.

التعلق والارتباط هو الحاجة إلى تلقي الرعاية وطلب الموافقة والاتصال الجسدي مع الشخص الآخر. الرعاية تنطوي على تقييم احتياجات الشخص الآخر والشعور بالسعادة في تلبيتها كأنها لنفسك. المودة والعلاقة الحميمة تتمثل بالمشاركة في الأفكار والرغبات والمشاعر مع الشخص الآخر.

بناءً على هذا التعريف، ابتكر السيد روبن استبيانا لتقييم المواقف تجاه الآخرين ووجد أن مقاييس الإعجاب والمحبة هذه قدمت دعما لمفهومه في الحب.

النظرية الثانية - الحب الوجداني مقابل الحب العاطفي:

وفقًا لعالمة النفس السيدة إيلين هاتفيلد Elaine Hatfield وزملائها، ان هناك نوعان أساسيان من الحب:

1. الحب الوجداني

2. الحب العاطفي

يتميز الحب الوجداني بالاحترام المتبادل والتعلق والمودة والثقة. عادة ما ينمو الحب الوجداني من خلال مشاعر التفاهم والاحترام المتبادلين لبعضنا البعض.

يتميز الحب العاطفي بالعواطف الشديدة والجاذبية الجنسية والمودة والقلق أحيانا. عندما يتم تبادل هذه المشاعر الشديدة بين الطرفين، يشعر الطرفان بالبهجة والغبطة والطمأنينة. ولكن الحب الغير متبادل بين الطرفين يؤدي إلى مشاعر اليأس والكآبة. تشير السيدة هاتفيلد أن الحب العاطفي يكون عابرا، وعادة ما يستمر ما بين 6 إلى 30 شهرًا.

تشير السيدة هاتفيلد أيضًا الى أن الحب العاطفي ينشأ عندما تشجع توقعاتنا الثقافية الوقوع فيه، خاصة عندما يتوافق الشخص الاخر بأفكارك المسبقة عن الحب المثالي، وعندما ينتابك شغفًا فسيولوجيًا كبيرًا في وجود الشخص الآخر.

من الناحية المثالية، يؤدي الحب العاطفي بعد ذلك إلى الحب الوجداني، الذي هو أكثر دواما. في حين أن معظم الناس يرغبون في العلاقات التي تجمع بين الأمن والاستقرار للوجدان وللحنان مع الحب العاطفي الشديد، ولكن حسب اعتقاد السيدة هاتفيلد أن هذا أمر نادر الحدوث.

النظرية الثالثة - الحب حسب نموذج عجلة الالوان:

في كتابه ”ألوان الحب“ لعام 1973م، قارن عالم النفس السيد جون لي أنماط الحب بعجلة الألوان. كما أن هناك ثلاثة ألوان أساسية، طرح السيد جون لي أنه يوجد أيضا ثلاثة أنماط أساسية من الحب. هذه الأنماط الثلاثة هي كالتالي:

1. ايروس Eros: مصطلح ايروس ينبع من الكلمة اليونانية التي تعني ”عاطفي“ أو ”شهواني“. أشار السيد جون لي أن هذا النوع من الحب ينطوي على الشغف الجسدي والعاطفي.

2. لودوس Ludos: تأتي كلمة لودوس من الكلمة اليونانية التي تعني ”لعبة“. يُصوَّر هذا النوع من الحب على أنه مرح وممتعة، ولكنه ليس جادًا بالضرورة. أولئك الذين يتصفون بهذا النوع من الحب ليسوا مستعدين للالتزام ويخشون من الحميمية المفرطة.

3. ستورج Storge: ينبع هذا المصطلح من معنى المصطلح اليوناني ”المودة الطبيعية“. غالبًا ما يتمثل هذا النوع من الحب من خلال الحب العائلي بين الآباء والأمهات والأطفال والأشقاء وأفراد الأسرة الواسعة. يمكن لهذا النوع من الحب أيضًا أن يتطور مع الصداقة، حيث الأشخاص الذين يتشاركون في المصالح والالتزامات فانهم تدريجيًا يطورون علاقات المودة فيما بينهم.

واستنادا إلى نظرية تجانس عجلة الألوان، يقترح السيد جون لي أنه مثلما يمكن الجمع بين الألوان الأساسية لإنشاء ألوان تكميلية، فانه يمكن أيضا دمج هذه الأنماط الثلاثة الأساسية من الحب لإنشاء تسعة أنماط حب ثانوية مختلفة. على سبيل المثال، يؤدي الجمع بين Eros وLudos إلى هوس الحب أو التملك.

الأنماط الستة للسيد جون لي:

ثلاثة أنماط أساسية: 1» إيروس Eros - حب شخص مثالي، 2» لودوس Ludos - الحب كلعبة، 3» ستورج Storge - الحب كصداقة.

ثلاثة أنماط ثانوية: 1» مانيا Mania - حب الهوس وهو الذي يجمع «ايروس + لودوس»، 2» براجما Pragma - حب واقعي وعملي وهو الذي يجمع «لودوس + ستورج»، 3» أجابا Agape - حب نكران الذات وهو الذي يجمع «ايروس + ستورج»

النظرية الرابعة - الحب الثلاثي:

طرح عالم النفس روبرت ستيرنبرج Robert Sternberg نظرية ثلاثية تشير إلى وجود ثلاثة عناصر للحب:

1. المودة

2. العاطفة

3. الالتزام

التوليفات المختلفة من هذه المكونات الثلاثة تؤدي إلى أنواع مختلفة من الحب. على سبيل المثال، يؤدي الجمع بين المودة والالتزام إلى حب رفيق، بينما يؤدي الجمع بين العاطفة والمودة إلى حب رومانسي.

وفقًا للسيد ستيرنبرج، فإن العلاقات المبنية على عنصرين أو أكثر ستكون أكثر ديمومة من العلاقات القائمة على عنصر واحد فقط. السيد ستيرنبرج يستخدم مصطلح الحب الشامل او الحب الكامل لوصف الجمع بين المودة والعاطفة والالتزام. في حين أن هذا النوع من الحب هو الأقوى والأكثر دواما، فإن السيد ستيرنبرج يشير إلى أن هذا النوع من الحب عادة ما يكون نادرا.

كيندرا شيري، مؤلفة ومعلمة تتمتع بخبرة تزيد عن أكثر من عشر سنوات في مساعدة الطلاب على فهم علم النفس. وهي مؤلفة كتاب ”كل شيء في علم النفس «الإصدار الثاني»“ Everything Psychology Book 2nd Edition، وقد نشرت الآلاف من المقالات حول مواضيع متنوعة في علم النفس، بما في ذلك الشخصية والسلوك الاجتماعي وعلاج الطفل والذكاء وأساليب البحث والكثير الكثير من المواضيع المختلفة.

بصفتها أخصائية إعادة تأهيل نفسي، استخدمت السيدة كيندرا استراتيجيات سلوكية وإدراكية واجتماعية لمساعدة الشباب على التعامل مع العلاقات الأسرية وتفاعلات الأقران والعدوانية والمهارات الاجتماعية والصعوبات الأكاديمية. يتم الإشارة دائما إلى عملها في العديد من وسائل الإعلام والمنشورات بما في ذلك صحيفة نيويورك تايمز New York Times ومحطة سي ان ان CNN وصحيفة علم النفس اليوم Psychology Today وصحيفة التليغراف The Telegraph وصحيفة هافينجتون بوست The Huffington Post ومجلة بزنيس انسايدر Business Insider وصحيفة الجارديان The Guardian.