آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:37 ص

On Crisis , a mask reveals naked faces 

كمامة في الأزمة تكشف حقيقة معادن بشرية

المهندس أمير الصالح *

مطلع عام 1991، في حرب تحرير دولة الكويت، نشبت أزمات عاطفية داخل بعض الأسر بسبب شح أو توفر جزئي لأقنعة الحماية من الغازات الكيميائية. الغازات الكيميائية التي كان يتخوف العالم من ان يطلقها حاكم العراق آنذاك، الحاكم صدام، ضد دول ومواطني دول الخليج. والحمد لله مضت الأمور إلى خير وتم تحرير الكويت ولم يتم رصد إطلاق صواريخ محملة بغازات كيميائية. ومع وجود اخفاقات عديدة في توريد الأقنعة الحافظة من قبل التجار يومذاك إلا أنه لم يتم معالجة تلكم المعضلة والحاجة بشكل جذري أي من خلال إنشاء مصنع يُصنع كل أنواع الكمامات والأقنعة الحمائية .

خلال ثلاثون عاما، مر العالم بأزمات وبائية كارثية عديدة مثل وباء فيروس الطيور ووباء فيروس الخنازير ووباء فيروس القدم والارجل ووباء فيروس جنون البقر وحديثا أزمة فيروس كرونا الجديد.

في كل مرة يتم الكشف عن وباء، تتكرر الحاجة للكمامات الطبية وغير الطبية طلبا لحماية كل فرد لنفسه من احتمال التعرض لفيروس ذاك الوباء.

في الازمة العالمية الحالية، الفيروس المدعو كرونا الجديد قدم من الصين. المضحك المبكي أن نسبة كبيرة من إنتاج الكمامات عالميا يتم في دولة الصين وفي ذات الوقت وكالات الانباء الاخبارية العالمية تنسب مصدر فيروس كرونا الجديد إلى مدينة داخل الأراضي الصينية. ونظرا لتوقف عجلة التصنيع في الصين بسبب احتجاب العمال من التنقل بين المدن الصينية من جهة ومن جهة أخرى حجب دخول المنتجات الصينية لمعظم الدول للحد من انتشار المرض، أدى هذا وذاك إلى شح شديد في الكميات المتوفرة في معظم الدول من الكمامات بأنواعها.

فعل بعض التجار الجشعين خاصية الاحتكار وارتفع قيمة كرتون الكمامات العادية من 5 يال للكرتون ذو الخمسين حبة إلى 100 ضعف وأكثر. وهذا الافراط في الجشع لدى البعض من التجار ينم عن عدم تقوى لله وغياب الحس للمسؤولية الاجتماعية وافتراس أبناء المجتمع بشكل دامي كضراوة الفيروس الوبائي. في المقابل فعل بعض الخياطين وأهل الخير عدة بدائل لسد ذلك العجز في الكمامات. فبعض الخياطين في بعض الدول كالعراق أطلقوا حملة تبرع بأكمام صناعة محلية. والكمام المصنع محليا عبارة عن قطعتي قماش بحجم الكمامة محشو بمنديل ورقي وبهكذا فعل سدوا فراغ النقص وساعدوا المحتاجين. وبعض وجوه أهل الخير تبرعوا بتوزيع مجاني للكمامات على المارة في الطرقات وبعض الأحياء الشعبية. وبدوري ومن يود أن أنوب عنه من القراء الكرام أتقدم من خلال هذا المقال بأسمى آيات الشكر والتقدير والمحبة والعرفان لهم ولكل من يسعى لرفع هذا الوباء عن كاهل الإنسانية حيثما كانوا في الأرض.

واختم المقال بتدشين ملاحظة مفادها: ”بعض الأزمات تكشف بعض الأقنعة ولنكن أكثر دقة الأزمات تكشف الكثير من معادن بعض البشر“.

همسة:

يتسائل الإنسان بينه وبين نفسه، مع تواتر الأزمات وتصاعد التوترات ونذر الحروب وانتشار الأوبئة وتوارد الانتكاسات، يتسائل إن كان تخصيص الإنسان مكان / أمكنة في داخل منزله لتخزين بعض السلع والأجهزة والمواد الطبية كمخزون استراتيجي لمواجهة تقلب الأسعار أو شح بعض السلع نتيجة جشع بعض التجار أو احتكارهم الذي أضحى أمر ملموس بالواقع ولا مفر منه!