آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 2:22 م

جماهير مدريد تهزم كورنا العنيد

جلال عبد الناصر *

ربط سعيد كمامة الوجه بشكل شديد وراح يرسم على خد تغريد شعار المرينغي ريال مدريد. ومع ذلك راحت أطراف أصابه ترتجف وكأنه المريض. وإذا بتغريد تصيح ”ثبت نفسك فزيدان سوف ينحر برشلونة من الوريد للوريد“...

وإذا بسعيد يرمي بالفرشاة قائلاً: أسكتي يا يمن تملكين براءة الطفل الوليد. سوف نجعل برشلونة مسخرة، ولكن خوفي من كرونا بأن يأخذني نحو المقبرة.

لقد اجتمع المحبين لكرة القدم في أرجاء المعمورة لمشاهدة كلاسيكو الارض ريال مديد وبرشلونة، والذي انتهى بوفاة الاخير. وبالرغم من الفرحة العارمة لجمهور الملكي والذي ضج بسببهم الواتس أب، والانستغرام، وتويتر، من الرسائل التي تعبر عن فرحتهم المجنونة والاستهجان بالغريم. إلا أن هناك رسائل أخرى تحمل في طياتها الرعب والخوف والحذر من ”كورونا“ الذي قتل ما قتل.

وفي الوقت الذي كنا نشعر فيه بأنه ولد الصين وسوف يموت فيها، إلا أنه خذلنا وجاء بشره نحونا، وأعاد لنا مسلسل الأوبئة مثل: فيروس إنفلونزا الطيور الذي انتشر في 2003 وأدى إلى وفاة ما يقارب 400 شخص. وفي عام 2013 انتشر فيروس الأيبولا بغينيا وقتل 6000 شخص. ومن ضمن الأوبئة الفتاكة أيضاً إنفلونزا الخنازير الذي أدى إلى وفاة أكثر من 250 ألف شخص حول العالم.

وفي كل مرة يظهر وباء، يظهر معه مجموعة من أصحاب النظريات العجيبة. كأن يقوم شخص بتصوير نفسه وهو يغتسل ببول الجمل كي يثبت للعالم بأن الجمل بريء من فايروس كورونا. ويذهب شخص آخر ليصور نفسه بجانب أحد الأضرحة مدعياً بأن الوباء يموت في حدود هذه المنطقة المعينة. ثم يخرج علينا «المطوع» وهو يصرخ بأن قيادة انتشار الفساد في البر والبحر تسبب في غضب الرب، وعلينا العودة للدين المحمدي. ثم تجد فئة من الكاثوليكين يقومون بإعداد مقبرة مصغرة استعداداً لنهاية العالم.

وبعيدا عن التصنيفات تلك يبقى أن نكون كلنا في إطار القلق الطبيعي الذي يدفعنا نحو الخوف. وبالتالي اتخاذ الاجراءات الطبية اللازمة، ووفقاً للنتائج والاحصائيات فهي تبشر بالخير.

ثم أمسكت تغريد يد زوجها سعيد قائلة: "قم أيها القائد المقدوني فلقد فزنا وقبرنا الكتالوني وإستعدنا الصدارة، وقريبا سوف ينتهي كورونا وتزهر الحضارة، وإن بكى برشلونة أو ناح فحتما سيجدوا اللقاح، فالمرينغي في الأفق لاح".

اختصاصي نفسي في مجمع إرادة للصحة النفسية بالدمام