آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

أروع خمسة كُتَّاب

جواد المعراج

بمختلف توجهات الفكر البشري، وفي كل زمان ومكان نرى أن لكل كاتب توجها معينا، وبناء على ما عنده من نظرة لمعايير المادة التي يطرحها عبر مقالاته، فهاوي السفر له حروفه الخاصة وأفكاره وأهدافه واستمتاعاته بآلية السفر وما يشمله من مغامرات في رحلاته الخاصة، وكذلك الكاتب في المجالات العلمية، والثقافية، والاجتماعية، وغيرها من مجالات أخرى.

ومن هذا المنطلق ينبغي لنا أن نأخذ المعلومة من متخصص أو صاحب خبرة، وتجارب كثيرة، وقس على ذلك الكثير من الأمثلة.

وسوف أستعرض لكم بعض أنواع الكُتَّاب، ولكل شخص منهم منهجه الخاص به:

الأول: ”الكاتب المسافر“ هو كالمسافر يخرج لاستكشاف مناطق من العقل المغاير، يتطلع إلى أن يجد الحقيقة إن استطاع إيجادها، وإذا وجدها يستعملها، فكلُّ على شاكلته وطريقته في التعبير والبحث عن الحقائق المجردة، وفي النهاية يعتبر هذا دافعاً إنسانياً وحب الاستطلاع للوصول إلى الحقيقة، بالإضافة إلى ذلك يركن إلى التفكير التحليلي والبحث في القضايا والحلول الجذرية والظواهر المعاصرة، باعتماده على أخذ الدورات والدراسات التدريبية وامتلاكه الخبرة والثقافة العالية، لتكون له القدرة على إيصال رسالته الإعلامية والبراقة الإبداعية إلى المتلقي.

الثاني: ”الكاتب الطموح“ الذي يطمح إلى صياغة الأهداف بشكل معيار قياسي، من خلال مراجعة الأهداف الصغيرة والكبيرة بشكل تدريجي، وذلك حتى يكتسب المعرفة، والخبرة العالية في مختلف المجالات العلمية، والثقافية، وغيرها من مجالات أخرى، فلا يمكن أن يكون الكاتب ناجحا في مجال معين دون أن يكون طموحا ومثابرا وصبورا على تحقيق أهدافه، وعلاوة على ذلك الإيمان الكامل بالقدرات العقلية تعتبر أداة أساسية في تحقيق الطموحات العالية، فالكاتب الذي يمتلك الإيمان الراسخ بالقدرات يتحرك نحو أي هدف بخطى ثابتة، فهو لا يلتفت للأصوات المحبطة التي تنطلق من جميع الاتجاهات، نظرا لما يملكه من هدف واضح، وإرادة صلبة.

الثالث: ”الكاتب الواعي“ الذي يستدرك قيمة المجتمع، ويتعامل مع المشاكل والقضايا المجتمعية الكبيرة بحكمة وسعة صدر، ووعي، بعيدا عن الانجرار وراء العاطفة المستهجنة، وأيضا يدرس جميع الاحتمالات، ويبحث، ويقرأ بتعمق وتدبر عن الموضوع الذي يُريد أن يكتب عنه مقالة، فإن هذا يتطلب الكثير من الوقت والجهد والصبر والمراجعة، كل ذلك من أجل إيجاد الحلول الفعالة للخروج من المشاكل والقضايا الكبرى بخسائر قليلة، ونضيف على ذلك معالجة مظاهر التعصب والعنف الثقافي والأخلاقي، ليرسم بقلمه روح التسامح والانفتاح والاعتدال.

الرابع: ”الكاتب الناقد“ الذي يعمل بكل السبل على تصحيح الأخطاء أو الاشتباهات بهدوء وحكمة وعلم وموضوعية، كذلك يمتلك رؤية واضحة للنص العلمي والأدبي، بالإضافة إلى ذلك لديه الأدوات النقدية التي تقوم بمهمة نقد أفكار الشخص، والتحليل الذي يعتمد على المنهج الذي يعزل النص عن صاحبه، ليبرز محاسن ومساوئ الشخص الذي تم انتقاده بعيداً عن الشخصنة، فكلما كان الكاتب الناقد متسلحاً بمنهج أدبي وعلمي رصين فإن العلاقة بينه وبين انتقاده لشخصية معينة أو ظاهرة معينة في المجتمع، ستجعله يعطي النص الأدبي والعلمي حقه كاملاً.

الخامس: ”الكاتب المبدع“ الذي لديه استقصاء، وتجارب، ودراسات علمية، وقدرات متعددة، والإمكانية لمعالجة بعض المشكلات التي تمنع التقدم، وتحد من الازدهار عبر تدريب أفراد المجتمع وتشجيعهم على اتباع آليات وقواعد حل المشكلات بطرق إبداعية، بل ومساعدتهم على التطوير الذاتي وتنمية القدرات بشكل عام، والتغلب على النظرة القاصرة، والضيقة التي تقف عقبة أمام التفاؤل وتقتل كل ما هو جميل، فالإبداع يقودنا نحو التفاؤل والنشاط والأمل ويزيد الطاقة الإيجابية لدينا.

الأشكال الرائعة للكُتَّاب متعددة، ولكنني اكتفيت بذكر خمسة أشكال منها، وأعرف أنك ”عزيزي القارئ“ تملك قائمة طويلة بها الكثير من تلك الأشكال الرائعة للكُتَّاب. المقال القادم بإذن الله، سأذكر لكم العكس: أسوأ خمسة كُتَّاب.